رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

حكاية فكرة
عاطف الغمرى

ودعنا إحدى حبات اللؤلؤ الأهرامى المنثور والمنشور معا، وأحد مراجعه المهمة والمميزة طوال أكثر من 6 عقود (الأستاذ القدير والصحفى حتى النخاع كما يقول الكتاب: عاطف الغمرى) الذى جمع علوم الصحافة وأستاذيتها فى عقله، وقلمه، وخبراته المتراكمة، وتحليلاته، ورؤاه، ودرس الصحف والمجلات المصرية كلها حتى وصل بقمة خبرته فى الأهرام وطبقه على ديسكها مع زملائه العمالقة لسنوات طويلة وتاريخية، ونقل معارفها لزملائه كما لطلاب الصحافة بالجامعات المصرية، فجمع بين المهنية والأستاذية.

الأستاذ عاطف الغمرى صاحب الأسلوب الفريد الذى جمعه بالمعرفة العميقة، والتى صقلها كمراسل الأهرام، ومدير مكتبها فى أهم عواصم الدنيا (لندن)، و(واشنطن ونيويورك)، حيث كان حاضرا فى البيت الأبيض، وكواليسه، محاورا كل السياسيين الكبار، وصناع القرار فى عاصمته الأولى (واشنطن)، وفى نيويورك، حيث الأمم المتحدة، ناقلا وبعمق ما يحدث هناك حتى أصبح مرجعية مهمة لا يستغنى عنها ليس طالب المعرفة، أو قراء الصحف فقط، ولكن رجال السياسة، والدبلوماسية، والمتخصصين، وملفه الصحفى، والمهنى خير شاهد على ما نقول.

وأخيرا، الأستاذ عاطف الغمرى (88 عاما) ملفه الصحفى بالأهرام متخم بالكتابات، والقصص الصحفية المثيرة التى تلهب الخيال، والعقول، لأنه يجمع بين الحرفية الصحفية والأدبية معا، فهو لا يكتب مقالات وقصصا صحفية فقط، بل يمتلك كذلك الذائقة الأدبية، والمجموعات القصصية، والنصوص المسرحية، كما أنه مترجم عتيد، ولنقف أمام المجموعتين القصصيتين: «بنت الاصول»، و«همت تتنازل عن العرش»، وقد أعطانا بحكم تخصصه فى الشئون الأمريكية مقالات ومؤلفات عمّقت معرفتنا بالولايات المتحدة (الأمريكى التائه فى الشرق الأوسط) وهو كتاب لا غنى عنه، و«من يحكم أمريكا»، كما أن أدبه رقيق للغاية، وعميق (سبعة أطفال يهود.. مسرحية عن غزة)، و«حائط السلام.. إستراتيجية إسرائيل للعشرين سنة القادمة» فى 2010 وكأنه يحدث الآن و(مصر وأمريكا)، وقد امتد عاطف الغمرى إلى عالم السينما والإعلام (زيارة سرية)، و(دليل اتهام)، وله 5 أفلام على درجة عالية من الاقتدار، أما عن شخصيته، وزمالته لنا فقد كان قدوة تدعو للاحترام والتقدير، تجربة مهنية ملهمة للأجيال القادمة، وثرية تحكى للأجيال الحالية كيف صنع روادنا المهنيون الأهراميون جدارتهم، ومكانتهم، وحفروها على صفحات الأهرام، وخلدوا مهنة الصحافة.. رحم الله الرواد والقادة.


لمزيد من مقالات أسامة سرايا

رابط دائم: