رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلمة عابرة
خطورة استقالة إيلون ماسْك

يَصْعُب تصديق إيلون ماسْك فى زعمه أن سبب استقالته من إدارة ترامب أنه يريد التفرغ لأعماله الخاصة! لأنه ليس من الممكن لذكائه الفذّ، الذى جعله أغنى رجل فى العالم، أن يُفاجَأ بأبسط نتيجة منطقية، بأن توليه مسئولية تنفيذية سيؤثر مباشرة على تركيزه فى أعماله الخاصة المتشعبة والمنتشرة على خريطة العالم! ولا يمكن أن يكون هناك شك فى أنه قبل مشاركته فى الإدارة قد مَحَّص الموضوع، وكان التأثير على أعماله من أول التوقعات. أما ما هو مُرَجَّح، كسبب لاستقالته، فهو أن شيئا جديدا يُشَكِّل خطراً عليه، لم يكن متوقَّعاً ولا محسوباً، تَجَلَّى له بوضوح، وكان من الخطورة التى جعلته يتراجع عن أفضل فرصة يمكن أن تُتاح له لتطبيق أفكاره عملياً بأقصى صلاحيات ممكنة، مع أفضل أجواء وَفَّرَها له ترامب، مع استثنائه وحده بمعاملة شديدة الخصوصية فيها التدليل ومدح كفاءته وإطلاق يده يفعل ما يشاء فى طول البلاد وعرضها، مع الإشادة بكل خطوة يتخذها، والتصدِّى لكل نقد يُوَجَّه له..إلخ!

التصاق ماسْك بمركز صناعة القرار، أتاح له أن يرى تفاصيل خطيرة لا تزال معتمة للآخرين، وحتى لزملائه فى الإدارة الذين تقتصر معرفتهم فى حدود صلاحياتهم! أما هو، فقد قرر أن ينفض يده من المسئولية، لمعرفته الشاملة الدقيقة لكل شيء، وإدراكه للنتائج المتوقعة لسياسة ترامب التى فتحت جبهات خارجية وداخلية خطيرة واستفزّت الجميع، فقرر أن يمهد مبكراً لانسحابه، حتى لا يُحاسَب كمسئول فى قمة الإدارة، أو حتى لمجرد أن يُنسَب له المشاركة فى الأخطاء، وهذا ما جعله يتخذ خطوة أولى للوراء بعد نحو شهرين فقط، بإعلانه تقليل وجوده فى وزارة الكفاءة الحكومية، وبَرَّر هذا بأن عمله الشخصى تراجع بغيابه. ثم كان قراره باستقالته تماماً آخر الأسبوع الماضى، بعد 4 أشهر فقط هى كامل تجربته!

تقترب مسئولية (ماسْك) من مسئولية أقرب معاونى بايدن الذين عرفوا أخطاءه وخطورتها على المصلحة العامة لأمريكا ولم يُبلِغوا الجهات المعنية بالمساءلة والإصلاح، وبرغم أنهم لم يُحاسَبوا، وهذا يُرضِيهم، إلا أن (ماسْك)، بكبرياء النجاح الفائق، يأبى أن يُنسَب له مجرد المشارَكة فى سياسات فاشلة.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: