اقترب ما ينتظره العالم (3 أيام قادمة حاسمة، خاصة فى منطقتنا) الهدنة المنتظرة بفارغ الصبر فى غزة حتى تلتقط أنفاسها، ويتم إنقاذها من أسوأ مجاعة لم يشهدها الإنسان فى أى عصر سابق أو حتى لاحق. لقد فُرضت الهدنة على إسرائيل هذه المرة، وعلى نيتانياهو تحديدا، ولا أريد أن أدخل فى تفاصيلها، لكنها أصبحت حتمية وضرورية قبل عيد الأضحى المبارك، بعد أن لامست المجاعة صدى دوليا لا نظير له، والحصار المفروض بريا وبحريا على غزة منذ 3 أشهر، وهى تحت الحرب منذ 20 شهرا أو 600 يوم، ووصل إلى مرحلة «الشدة القصوى»، ودخل العالم كله تقريبا حكومات قبل الشعوب على مستوى متابعة الموقف الإنسانى وحالة الحرب على غزة، وأصبح الرفض الغربى والأوروبى أكثر وضوحا وقوة من أى مرحلة سابقة، خاصة أن المتابعة العالمية فرضت الهدنة التى بالقطع سيعلنها الرئيس ترامب حسب رغبته بعد أن توصل إليها مبعوثه ويتكوف، وأعتقد أنها رغبة إسرائيلية نُقلت له لتخفيف آثار التجاهل الأمريكى منذ فترة لإسرائيل، وسيكون هذا الاعلان الأمريكى (الترامبى) بمثابة رد اعتبار لها، حيث تشعر بمخاوف لتجاهل الرئيس الأمريكى لها منذ رحلته إلى منطقة الخليج العربى، وهى أول رحلة لرئيس أمريكى إلى الشرق الأوسط والمنطقة العربية منذ قيام الدولة الإسرائيلية، أى منذ 8 عقود، ولا تكون إسرائيل محور زيارته أو هدفها كما كان متوقعا دائما لأى رئيس للولايات المتحدة أن تكون إسرائيل فى المقدمة، وأولوياتها هى الرئيسية، وأنها محور لأى علاقات أمريكية ــ عربية.
وأخيرا، أعتقد أن التحول الكبير فى الرأى العام ضد إسرائيل بات عاملا حاسما، وأصبح العامل الإنسانى أبرز المتغيرات الرئيسية فى هذه الحرب لدى الرأى العام الغربى والشرقى معا، وفى الوقت الذى طالب فيه جناح بن غفير بتوسيع رقعة الحرب على غزة بدخول كامل القوات الإسرائيلية إلى القطاع ردا على مقترحات حماس العملية بالهدنة- كان التدخل الأمريكى المباشر فى المباحثات مع الوسيطين المصرى والقطرى أكثر حسما، وكانت الخطة الأمريكية بضمان ترامب فى مرحلة الصياغة النهائية، وهى الاتفاق الذى تفرج فيه المقاومة عن 30 أسيرا فور سريان وقف إطلاق النارالدائم.
لمزيد من مقالات أسامة سرايا رابط دائم: