أرجو ألا «يزعل» أحد من تلك الكلمات الصريحة و الساخطة التى تلح على اليوم و أنا أتحدث عن القضية المزمنة التى تعارفنا على تسميتها منذ فترة طويلة جدا "الإيجار القديم" ! التى تجرى مناقشتها مجددا هذه الأيام فى مجلس النواب! إنها فى مقدمة القضايا الاجتماعية ،ذات الأهمية الفائقة ، المتصلة بأحد الحقوق الأساسية للإنسان..، حقه فى السكن ! ولكنها تمثل نموذجا فذا لطريقة مصرية جدا، اخترعنا لها اسما مصريا جدا ، للتعامل مع بعض القضايا اسمها «الطناش»! وتعنى التجاهل المتعمد لها، وتركها وشأنها وتجنب التفكير أو التدبر فى عواقبها!وكانت النتيجة هى مانراه حولنا اليوم فى مدن مصر كلها، وفى مقدمتها طبعا العاصمة، القاهرة! فأنت إذا تجولت فى أنحائها الشاسعة فسوف تجد عجبا ! ملايين المساكن القديمة المتهالكة ، المزدحمة بملايين السكان! وآلافا مؤلفة من المساكن الفاخرة، علاوة على الأبراج العالية على النيل بالذات...إلخ من تنويعات! ولكن ماسوف يدهشك أكثر،هو منظر آلاف وآلاف المساكن الجديدة المتوسطة، حديثةالبناء، كاملة وجيدة التشطيب، لكنها خاوية مهجورة ! غير أنه من حسن الحظ ،أن هذا الطناش القومي، لا يمنع أحيانا من مناقشة القضية ، قبل أن تنام مرة أخري، مثلما حدث مؤخرا فى مجلس النواب، على نحو جدير بالثناء .وأنا أثنى هنا بالذات على ما ذكره المهندس طارق النبراوى نقيب المهندسين، فى جلسة المجلس، وأؤيد بشدة رفضه الإخلاء فى مشروع تعديل قانون الإيجارالقديم، وتأكيده أن «الحوارالمجتمعى» هوالحل.نعم أيها السادة لابد من حوارمجتمعي، تتوافر له مقومات الجدية والفاعلية، من حسن ودقة تمثيل كل الأطراف:(الملاك والمستأجرين،القدامى منهم والمحدثين، وأجهزة الدولة المعنية..إلخ) وتوفير تغطيه إعلامية ملائمة له، على نحو يسهل للمواطنين متابعته . إننى آمل هذه المرة، ألا يتأجل حسم قضية الإيجارات القديمة مجددا، فخسائر هذا التأجيل سوف يزداد تراكمها، ولكن تجنب ذلك كله ممكن وسهل تماما..، فقط إذا توافرت الإرادة والجدية !.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: