رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلام ثابت
ثلاثة أحداث مهمة

زيارة الرئيس الصيني شي بينج المرتقبة إلى مصر، ومشروع الأحلام الروسي المصري، وجسر الصداقة والتعاون بين مصر وألمانيا، ثلاثة أحداث مهمة، تدشن مرحلة تاريخية جديدة، تحقق فيها مصر انطلاقة في عدة مجالات، أهمها تكثيف مشروعات التصنيع الحديثة، المرتكزة على التكنولوجيا المتطورة، تدخل بها مصر مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي، سواء في الصناعة أو الخدمات بكل أشكالها المعرفية في مجال المعلوماتية، وما يتبعها من تطوير إداري واقتصادي وعلمي وبحثي، وأن نتخطى مرحلة استهلاك السلع والخدمات إلى المشاركة في الإنتاج الحديث والابتكار، وأن تدخل مصر عصر الثورة الصناعية والمعرفية الجديدة، وتشهد مصر تحركات واسعة من أجل أن تصبح أحد المراكز المتقدمة في التصنيع المرتكز على منتجات التكنولوجيا الحديثة، وهناك رغبة لدى عدد من البلدان المتقدمة في إنشاء مراكز صناعية وتكنولوجية في مجالات الطاقة بأنواعها، خاصة المتجددة، سواء من الألواح الشمسية أو الطاقة النووية وغيرهما من أنواع الطاقة المتجددة، وليس فقط الطاقة الأحفورية من النفط والغاز، وخطت مصر عدة خطوات ناجحة في هذه المجالات، عززت فرصها في استقطاب شركات من البلدان المتقدمة.

وتأتي زيارة الرئيس الصيني المرتقبة لمصر، لتعكس اهتمام الصين بأن تنشئ عددا من الشركات، ومشروعات إنتاجية في الزراعة والتكنولوجيا والسيارات والطاقة، ومن خلال مطالعتي لما تنشره الصحف الصينية فإن القيادة الصينية لديها الرغبة في أن تحظى مصر بمكانة متميزة في العلاقات الاقتصادية وجذب الاستثمارات الصينية والمشروعات المشتركة، وبداية مرحلة متميزة من العلاقات بين البلدين، ستشهد الكثير من أوجه التعاون والمشروعات الضخمة، وستكون مصر محل تنافس دولي على الاستثمارات، وهناك اهتمام كبير بإنشاء مشروعات صناعية في عدة مناطق، وتهتم أيضا بمشروعات للبنية الأساسية، خاصة في الموانئ، باعتبار مصر أحد أهم نقاط مشروع الحزام والطريق، لما لموقعها الجغرافي من أهمية كبيرة في التجارة العالمية.

وأطلقت روسيا "مشروع الأحلام" مع مصر من خلال منطقة صناعية واسعة شرق قناة السويس، ستكون مركزا لصناعات مهمة، وتضخ فيها استثمارات كبيرة، وتتقاطع الأحلام المصرية والروسية في إنشاء عدد من المشروعات الكبيرة، وجرى توقيع الاتفاق الذي يدخل حيز التنفيذ بسرعة، لتتحول الأحلام إلى واقع. 

وانطلقت مباحثات تعزيز جسور التعاون بين مصر وألمانيا، وتعزيز دور المدن الذكية والرقمنة، بما يؤهل المدن المصرية لتكون مدنا حديثة، تتمتع بقدرات إنتاجية وخدمية عالية المستوى، إلى جانب استعراض ما تتمتع به مصر من تميز في اجتذاب الاستثمارات، وهناك عملية منظمة للتعاون مع كبريات الشركات الألمانية في الاستثمار داخل مصر، وقامت الجامعة الألمانية في القاهرة بدور كبير في إنشاء جسر الروابط مع ألمانيا في مختلف مجالات التعاون الصناعي والتقني والعلمي والبحثي.

هذه الأحداث الثلاثة التي تشهدها مصر في وقت قصير تؤكد أننا بصدد نقله تاريخية في مجالات التصنيع والتكنولوجيا مع ثلاثة من أكبر القوى الاقتصادية في العالم، لنسطر مرحلة جديدة تحتل بها مصر مكانة تليق بها في الآونة القريبة.


لمزيد من مقالات عــــلاء ثــابت

رابط دائم: