جمعتنى مع الأستاذ الكبير محمد سلماوى لقاءات عدة؛ لترتيب احتفالية الأهرام لتكريمه؛ بمناسبة بلوغه سن الثمانين ــ متعه الله بالصحة والإبداع والتألق ــ ولأننى أعلم دقته واهتمامه بالتفاصيل؛ حرصت على التنسيق معه فى كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالاحتفالية؛ حتى تخرج فى أبهى صورة، وبما يليق بالأهرام والأستاذ سلماوى، إلا أن سفرى المفاجئ خارج البلاد حال دون حضورى الاحتفالية، وكان عزائى الوحيد تقبل الأستاذ سلماوى اعتذارى عن عدم الحضور، والترحيب بتوجيه كلمة ضمن الاحتفالية، تولى قراءتها زميلى العزيز الأستاذ محسن عبدالعزيز، مدير تحرير الأهرام.
وعندما يتعلق الأمر بقامة كبيرة مثل الصحفى والأديب محمد سلماوى، فإن تنظيم الأهرام احتفالية لتكريمه يكون واجبا تقديرا لإسهاماته القيمة على مدى سنوات عمره الحافلة بالعمل والعطاء المتميز، سواء فى الكتابة المسرحية أو الأدبية أو الصحفية، حيث ضرب فى كل مجال بسهم وافر، ما يجعله مثالا للجد والإصرار؛ حتى حفر لنفسه اسما لامعا فى دنيا الكتابة والإبداع.
والأهرام حريصة على الدوام على تكريم رموز الفكر والإبداع، وهذه المسيرة تكتمل بالاحتفاء ببلوغ الأستاذ الكبير محمد سلماوى «ثمانين عاما» من الإبداع، فهو أحد كتاب الأهرام العظام الذين حملوا مشعل التنوير؛ ليظل دور الأهرام على مدى قرن ونصف قرن رائدا وتظل منارة وطنية للفكر والإبداع والنهضة.
اقتربت من الأستاذ سلماوى، عقب تشريفى برئاسة تحرير الأهرام، وكان أول المهنئين لى والزائرين لمكتبى، ومنذ تلك اللحظة اكتشفت عن قرب شخصية عظيمة إنسانيا وثقافيا وفكريا، ودائما فى كل لقاء تتجدد قناعتى بأننى محظوظ بالحوار مع قيمة وطنية وثقافية كبيرة، ومن يقرأ مذكرات الأستاذ سلماوى «يوما أو بعض يوم» و«العصف والريحان» يدرك أن رحلته الاستثنائية والثرية هى التى شكلت هذه الأيقونة النادرة.
الأستاذ الكبير محمد سلماوى، كل عام وأنت بخير وتألق وإبداع، ودام حضورك المتميز الراقى.
[email protected]لمزيد من مقالات ماجــد منيـر رابط دائم: