رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

الذبائح لغزة .. والتدليل للاحتلال .. والمعاشات

كل عام وانتم بخير الأمناء والرحماء والمخلصون والعاملون من أجل رفعة وإنقاذ بلدهم واستعادة أمجادها ... أيام قليلة ويصعد الحجيج جبل عرفات وتذبح أطنان من الذبائح كجزء من أداء الشعيرة العظيمة، استثمارا للرحمة والمسئولية والتعاطف وجميع المعانى النبيلة التى يمثلها الذبح، وبالمناسبة الكريمة اسعدتنى دعوة إنسانية تلقيتها من العالم والأستاذ الكبير بالمركز القومى للبحوث .د. سيد البنهاوى لتضع السعودية مع مصر خطة لتكون لحوم الأضحية هذا العام هدية كريمة لأبناء غزة، وبعد أن أصبح التجويع من الأسلحة التى يستخدمها الكيان الإرهابى الصهيونى لقتلهم تحقيقا لأوهامهم الشيطانية فى إبادة أصحاب الأرض فى أبشع وأخطر جرائم الاحتلال القديم الذى نعيش طبيعته ووجهه الجديد هذه الأيام، فى زمان من أكثر ما عاش الإنسان من بؤس وظلم وتعاسة، وهو ما يعيدنى الى المقارنة كيف كانت تواجه الشعوب جرائم الاحتلال قديما بأعنف أشكال المقاومة التى يستشهد فيها الآلاف والملايين ويشارك الرجال والنساء.. الكبار والصغار وأقارنها بما آلت إليه هذه المواجهات فى زمن العجائب والغرائب الذى نعيشه وكيف تحولت المقاومة بكل نفيس وحتى بالحياة الى تدليل واسترضاء وتقديم الهدايا وما فوق أراضى الأوطان، بل وصل الأمر على احتلال باطنها والحصول على ما فيها من معادن وثروات نادرة ..!!

◙ إننى اكتب هذه السطور فى ايام يطلقون عليها تاريخية بمناسبة اختيار الرئيس الأمريكى بعض بلدان عالمنا العربى لتكون وجهة زيارته الأولى بعد انتخابه للمرة الثانية، وتجعلنى أضاعف ما اعتدت أن أرسله من عظيم التقدير والاحترام للملايين ممن قاوموا واستشهدوا وتجرى فى عروقهم دماء الوطنية ... إن ما تشهده أمتنا اليوم فى مواجهة حاكم البيت الأبيض ورئيس وزراء الكيان الإرهابى الذى ارتكب بحق أبناء غزة جرائم التجويع والإبادة وقتل وإصابة أكثر من 170 ألف فلسطينى واستبدال مهادنة الكيان، والقيام بجميع إشكال المقاومة السلمية والمسلحة بالتطبيع وعدم استخدام ما دعا اليه كبار المفكرين وأصحاب الضمائر من شرفاء الأمة من تفعيل سلاح المقاطعة الكاملة لجميع أشكال الارتباطات والمصالح التى عقدت معه وفرض عزلة كاملة عليه والتى يستبدلها الكيان الصهيونى الآن وأمام الدنيا كلها بخريطة يرسمها للشرق الأوسط الجديد الذى يحتل فيه أجزاء من بعض بلدانه!! من ينسى ما صرحت به جولدا مائير رئيس وزراء الكيان الإرهابى من 1969 الى 1974 عندما حُرق المسجد الأقصى صباح 21 أغسطس 1969 واعترفت بأنها لم تنم طوال الليل لتوقعها وخوفها أن يدخل العرب أفواجا من كل مكان غضبا وثورة من أجل الأقصى، وكما أضافت أنها عندما أشرقت شمس اليوم التالى دون أن يحدث شىء مهم علمت أن باستطاعتهم القيام بكل ما يريدون .. فالحدث الجلل لم يسفر إلا عن إيداع من ارتكبه مستشفى الأمراض العقلية وتأسيس منظمه المؤتمر الإسلامى لتقوم بترميم المسجد الأقصى، بينما استكملت مائير تصريحاتها العنصرية بأنهم سيفاجئون العرب ذات يوم بأن أبناء إسرائيل وصلوا إلى حكم بلادهم!! وقد تكفلت مصر بالرد وبانتصارنا العظيم عليهم فى حرب 1973 والتى فى فجرها وبعد إتمام العبور أيقظت مائير وزير خارجية أمريكا كيسنجر لتتوسل إليه وهى صارخة باكية لإنقاذهم من استكمال مصر القضاء عليهم.

ذكريات شرف المقاومة للاحتلال الانجليزى لبلادنا التى أجبرتهم على توقيع وثيقة الجلاء مع الرئيس جمال عبدالناصر، هذه المفاوضات التى استكملت بصفة نهائية فى اكتوبر 1954 رغم المراوغات التى لم تتوقف للانجليز أعادتنى للأطلس التاريخى لبطولات ومقاومة أبناء مدن القناة الثلاث بورسعيد ـ الإسماعيلية ـ السويس والتى يستكمل فيها ضياء القاضى ابن بورسعيد ومؤرخها الكبير أجزاء موسوعات الأطلس التاريخى لبطولات أبناء المدينة عام 1956، والتى أهدى لمن يقدمون أحدث طبعات الاحتلال قصة أصغر شهداء مقاومة الاحتلال 1951 الشهيد نبيل منصور والذى لم يتجاوز الحادية عشرة وكان فى السنة الثالثة الابتدائية وحاول أن ينتقم من جرائم الإنجليز بحرق معسكراتهم بإلقاء كرات من القماش المبلل بالبترول وهى مشتعلة على خيامهم حتى رآه الإنجليز وأطلقوا النار عليه. ومقاطعة عمال جميع مدن القناة للأعمال التى تخدم المحتل وتكوين كتائب التحرير من جميع فصائل المقاومة الذين تسابقوا للذهاب الى مدن القناة وجعلت الانجليز يستسلمون ويرحلون، ما يحدث الآن من تدليل للطبعة الجديدة من الاحتلال تجعلنى أدعو لقراءة الأطلس التاريخى لبطولات أبناء مدن القناة الثلاث والتى أرى أن استعانة كاتبها بالصحف والمجلات لتوثيق ما ذكره من وقائع مقاومة لا يقلل من أهميتها ومن أهمية أن تقوم هيئة الكتاب بطباعتها.

◙ كان العنوان الرئيسى لـ«الأهرام» الاثنين الماضى 12 مايو الحالي، «635 مليار جنيه للحماية الاجتماعية».. بمناسبة الذكرى العاشرة لانطلاق المشروع الوطنى «حياة كريمة» لتأكيد وعود الدولة أن الاهتمام بالمواطن والتخفيف عنه هو الركيزة الأولى التى تسعى لتحقيقها لإقامة العدالة الاجتماعية، والتى كان يجب أن يدخل فى اطارها صرف استحقاقات أرباب المعاشات، وأن يكون صرفها فى مقدمة ما تقرر من علاوات وحوافز إضافية لموظفى الدولة والتى تقتطع من ميزانية الدولة، بينما كانت المعاشات تقتطع من تحويشات أجورهم شديدة التواضع وأعلى نسبة للتأمينات فى العالم ... لقد انتظرت ردا من وزيرة التأمينات ومن مسئول تأمينات المعاشات على ما نشرته طوال الأسابيع والشهور والسنوات الماضية من نداءات واستغاثات ومنذ الدور الوطنى لاستعادتها والذى قام به الراحل العزيز البدرى فرغلى.


لمزيد من مقالات سكينة فؤاد

رابط دائم: