لا شك فى أن التشخيص السليم لأى مشكلة هو الطريق الصحيح والأقرب للعثور على حلول لها، بالإضافة إلى أن يقوم عليها المسئول الكفء والقادر على إدراك هذه الحلول، فما بال إذا كان الأمر يتعلق بمجال من أهم وأخطر المجالات فى حياتنا وهو المرض والعلاج والأطباء، خاصة نحن أصحاب تاريخ من التفوق والأستاذية وأجيال رائعة من الأساتذة الأجلاء، وقد أسفت أشد الأسف لما أعلنته نقابة الأطباء عن هجرة نحو 50% من الأطباء، وأن هناك من يعتبر هجرتهم أمرا جيدا ومشرفا ومصدرا للعملة الصعبة؟! وأن كليات الطب، التى كانت تخرج 9 آلاف طالب أصبحت تخرج 15 ألف طالب مع زيادة كليات الطب، وأنه ليست لدينا مشكلة اذا هاجر 10 آلاف طبيب من 29 ألف طبيب سيتخرجون الأعوام المقبلة وهى جزء من تصريحات لرئيس مجلس الوزراء اختلفت معها وقرأتها فى اطار كثير مما يقلق ويحدث فى مجال الصحة والعلاج وفى مقدمته ما قيل عن إدارة القطاع الخاص للمستشفيات العامة والخاصة، وما يحدث أيضاَ فى مجال الدواء وسبق وكتبت عنه من خفض أنواع مهمة خاصة منخفضة الأسعار والتى لا يتوقف ارتفاعها شهرا بعد شهر وما أصبح يتجاوز قدرة القاعدة العريضة من المصريين، ولا أعرف هل يدرى المسئولون أن نسب عدد الأطباء الى التعداد السكانى قد وصلت الى أدنى المستويات، وما وصلت إليه أسعار العلاج فى أغلب العيادات الخارجية وأسعار الدواء ــ لقد تمنيت أن اسمع صوت وزير الصحة وهو أستاذ أسنان فى الأزمة ورأيه فيما كتبه .د. أسامة حمدى الأستاذ المصرى بجامعة هارفارد ملخصا الأزمة فى ثلاثة عناصر هى الدخل المتواضع الذى يحصل عليه الأطباء الشبان بعد تخرجهم واحتياجهم الى مواصلة اكتساب التدريب والخبرة وتوفير المناخ السليم والآمن الذى يعملون فيه وهو ما توفره لهم مجتمعات تعرف وتحترم ما يجب أن يتوافر للمريض وللطبيب من استحقاقات للعلاج الآمن والإنسانى على أيدى أطباء أكفاء أحسن إعدادهم وتدريبهم وينالون التقدير المادى والأدبى الذى يكافئ أداءهم رسالتهم النبيلة والتى لا يقبلون أن يحولوها الى وسيلة للتربح واستغلال المرض والمرضى .. وأعود لأؤكد أن سلامة التشخيص لأى مشكلة هو الطريق السليم للوصول الى حلول صحيحة لها وقد أشرت فى أكثر من مقال من قبل الى أهمية ترتيب الأولويات وأيضا الى أهمية الرقابة والمتابعة للتنفيذ، وفى الأسابيع الأخيرة وعندما ارتفعت أسعار المحروقات والتى نرجو أن تكون الأخيرة أحسنت الحكومة عندما اتخذت إجراءات مراقبة عدم رفع أسعار تعريفة الركوب ومع ذلك فقد توالى رفع أسعار بعض السلع ودون مبالاة بما تؤدى إليه الذبذبات والارتفاعات بلجوء من يملكون الى تخزين ما يستطيعون تخزينه؟!!
ستظل براعة إدارة الأزمات القومية والمصيرية وبما لا يحمل المواطن المزيد مما لا يستطيع تحمله من أعباء مع إنصاف كل من يحتاجون الى إنصاف ونيلهم للغائب والمتأخر من حقوقهم وتطبيق العدالة الاجتماعية عليهم فى مقدمة ما يوفر مقومات استقرار المجتمعات واطمئنان المواطنين، وإدراك خطورة تجاوز قدراتهم على الاحتمال والصبر، وفى هذا الاطار وتحقيقا لهذه الأهداف والحقوق الواجبة والمستحقة أواصل تناول ما تعرض له أرباب المعاشات من ظلم وإجحاف بحقوقهم، وان كنت أبدا هذا الأسبوع بأزمة فئة لا يقل دورها الوطنى ورسالتها أهمية فمن خلال المربية الفاضلة والأستاذة الكبيرة هدى صالح تصلنى استغاثات من معلمى بورسعيد الذين أفنوا أعمارهم فى خدمة التعليم والذين صدرت لهم أحكام نهائية واجبة التنفيذ بتعديل أساس الراتب من محكمة القضاء الإدارى ببورسعيد وتم تسليمها منذ أكثر من ثلاث سنوات الى مديرية التربية والتعليم وطرقوا جميع الأبواب لتنفيذها دون مجيب، وباسم دولة القانون والتى تفرض احترامه وتقديسه يجب على جميع الجهات المعنية اتخاذ ما يلزم لتنفيذ هذه الأحكام مثلما حدث بجميع المحافظات، حيث تم تنفيذ أحكام تعديل الأساس بيسر ودون تعقيدات .. ومع معلمى بورسعيد أتساءل من فى مدينتنا الباسلة يقف بوجه احترام وتنفيذ القوانين ومعهم أرفع الأمر الى رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية ورئيس الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة ومحافظ بورسعيد .. وأضم صوتى لما تطالب به الأستاذة هدى صالح وأتساءل كيف نريد معلما يتفانى ويحسن أداء مهماته التربوية والتعليمية الصعبة دون حصوله على ما يوفر له حياة آمنة؟!
◙ تتوالى أيضا دعوة قراء أعزاء لمواصلة تناول حملة دعم أرباب المعاشات ورد ما ضاع من استحقاقات قانونيه لهم، تلك الدعوة التى شاركت فيها منذ سنوات نضال المناضل البورسعيدى الكبير البدرى فرغلى من أجل حصولهم على هذه الحقوق وصدور أحكام قضائية بحقوقهم فيها، ورغم ذلك ظل التسويف يلاحق صرفهم لها مع أنها تحويشات أعمارهم وليست مقتطعة من ميزانية الدولة وقد قام وزير مالية سابق بضمها للميزانية، وحاولت الوزيرة المحترمة ميرفت التلاوى منع هذا الضم واستثمار أموال المعاشات لصالح أصحابها فى مشروعات واستثمارات وطنية، وللأسف وعلى ما أذكر أنها منعت. ومن الإسكندرية يتساءل قارئ عزيز من أرباب المعاشات عن المستجد فى الأزمة وموقف نقابة المعاشات بعد المؤتمر الصحفى الذى أعلن فيه رئيس مجلس الوزراء وفرة أرباح صندوق المعاشات والتى قد تحققت بالفعل.
◙ أضم صوتى الى استغاثات أرباب المعاشات وسط الظروف الاقتصادية التى يواصل فيها الجنيه وعموم الدخول فقد قيمتهم ودور نقابة أرباب المعاشات فى إنهاء جميع أشكال التسويف واحترام وتطبيق الأحكام بحصولهم على استحقاقاتهم .
◙ احتفلنا الجمعة 25 أبريل بعيد تحرير سيناء كل عام وأم الدنيا منتصرة وصانعة للتاريخ وولادة للإبداع والمبدعين وهازمة للعنصريين والسفاحين الصهاينة.
لمزيد من مقالات سكينة فؤاد رابط دائم: