رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلام ثابت
تعاون مصر والصين

يتطور التعاون بين مصر والصين في مختلف المجالات، وهناك مشروعات واستثمارات صينية ضخمة في الصناعات الأكثر تطورًا في المناطق الصناعية المصرية. وقد أولت مصر اهتمامًا كبيرًا بهذا النوع من التعاون، الذي يتضمن نقل وتوطين تكنولوجيا الصناعات المتقدمة. وتُبدي الصين انفتاحًا كبيرًا على الاستثمار في التصنيع المصري، لما تمتلكه مصر من موقع جيو إستراتيجي، وبنية تحتية متقدمة، وأيدٍ عاملة، وسوق واسع، بالإضافة إلى علاقاتها القوية في إفريقيا وغرب آسيا، مما يجعلها مركزًا صناعيًا وتجاريًا رئيسيًا في المنطقة والعالم. وقد انضمت مصر إلى مجموعة «البريكس» في هذا الإطار.

وعند متابعتي للصحف العالمية، وجدت معلومات تنشرها الصحف الغربية والإسرائيلية تُعرب عن القلق من التعاون المكثف بين مصر والصين في مختلف المجالات، خاصة العسكرية، في أعقاب مناورة «نسور الحضارة» غير المسبوقة في التعاون بين البلدين. ولهذا، أود أن أوضح أن السياسة المصرية تهتم بالتقدّم المتوازي في مختلف المجالات: الصناعية، والزراعية، والخدمية، إلى جانب تطوير البنية التحتية، خاصة مع اقتراب تشغيل مفاعلها النووي الضخم في منطقة الضبعة بالساحل الشمالي، الذي سيكون من شأنه إقامة منطقة صناعية وزراعية وعلمية متطورة، وامتداد عمراني على اتساع مصر، بما يعزز أمنها القومي من ناحية، ويطوّر قدراتها الذاتية في مختلف المجالات من ناحية أخرى، لا سيما في الصناعات الحديثة، وكذلك الانتقال من استيراد السلاح إلى إنتاجه بأيادٍ مصرية، في نقلة نوعية سيكون لها أثر واسع في العديد من المجالات التنموية، ويُعزز ثقلها السياسي ومصادر قوتها. ويجب ألا ينظر البعض في الغرب إلى تنويع مصر علاقاتها، بما يخدم مصالحها، على أنه مدعاة للقلق أو العداء. فمصر تُنمّي علاقاتها مع دول أوروبية، مثل فرنسا وألمانيا، ولديها علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة، ومن حقها تعزيز استقلالها، ودفع تنميتها الوطنية في إطار شبكة أوسع من العلاقات، لتأمين نفسها من التقلبات السياسية من جهة، ولتعزيز الاعتماد على الذات، لأنه الأهم والأكثر استدامة.

والواقع يؤكد أن مصر لم تكن دولة معتدية، بل إنها ركيزة للأمن والسلام في المنطقة، في وقت يعبث فيه آخرون بأمنها. وقد رأينا ما يحدث في محيطنا الإقليمي من حروب وقلاقل، لذا فإن استعداداتنا العسكرية والاقتصادية ليست مشروعة فحسب، بل ضرورية من أجل أمن مصر والمنطقة. ولهذا، لا داعي لشنّ الحملات الإعلامية تحت ذرائع واهية، لمجرد أن مصر ماضية في تدعيم قدراتها الذاتية، وتنويع علاقاتها، بما يحقق الخير والتنمية والسلام للجميع. إن قوة مصر ليست على حساب أحد، وإنما هي إضافة كبيرة تدعم الاستقرار الإقليمي والدولي، بالتوازي مع حماية أمنها القومي في منطقة تغلي بالتوترات والحروب، مما يفرض عليها أن تكون في مستوى التحديات، وأن تصبح حامية للاستقرار والتقدّم.


لمزيد من مقالات عــــلاء ثــابت

رابط دائم: