قرأت فى عدد جريدة «المصرى اليوم» أمس (8/4) مقالا للناقد الفنى الكبير الأستاذ طارق الشناوي، فى عموده «أنا والنجوم» مقالا مهما تحت عنوان (شعار «سمعة مصر» به سم قاتل)، وأعتقد أن ذلك المقال انطوى على فكرة، وعلى رسالة شديدة الأهمية،لا أتردد هنا فى أن أكررها، وأن أدعمها بقوة.إن طارق يرفض استسهال البعض استعمال عبارة «الإساءة لسمعة مصر» فى نقدهم أو تعليقهم على بعض الأعمال الفنية من مسرحيات أو أفلام أو مسلسلات تليفزيونية...إلخ. وجاء ذلك فى سياق تعليقه على لقطة أو مقطع أدهشنى أنا شخصيا عندما كنت أتابع الحلقة الأخيرة من المسلسل الرمضانى الرائع «لام شمسية»، وهو إضافة وإذاعة السلام الوطنى المصرى القديم «اسلمى يامصر» إلى نهاية المسلسل.. فأنا لم أفهم معنى أو مغزى تلك الإضافة؟! خاصة أننى أحب وأحترم للغاية هذا النشيد الرائع، وكنت ومازلت أعتقد أنه النشيد الوطنى الأفضل فى تاريخ مصر المستقلة، غير أننى تركت هذا التساؤل معلقا فى ذهنى إلى أن قرأت مقال طارق الشناوى الذى قال فيه إن كريم الشناوي، مخرج المسلسل.. «توجس من مجموعة عالية الصوت لها حضورها تلقى فى وجه الجميع اتهام «الإساءة لسمعة مصر» فقرر أن «يتغذى بهم قبل أن يتعشوا به»! فوضع نشيد اسلمى يامصر! إننى هنا أخاطب المخرج كريم الشناوى وأقول له،هل سمعت مثلا عن اتهام وجّه لصناع أفلام الشر والجريمة الكثيرة والشهيرة فى أمريكا أو فى الهند بأنهم «يسيئون لسمعة بلادهم»؟ هل اتهم أحد فى مصر مثلا مخرجيها العمالقة والكبار، الذين أبدعوا كثيرا من أفلام الجريمة والشر، بأنهم يسيئون لسمعة مصر..؟ الشر والجريمة موجودة فى الدنيا كلها، مثلما يوجد الخير والنزاهة، والعمل الذى قمت بإخراجه عمل رائع أحييك وأشكرك عليه..، أما إضافتك نشيد «اسلمى يامصر» فى نهاية المسلسل البديع، فتشبه فى نظرى إضافة جرعة من عسل النحل إلى طبق شهى من الملوخية أو الفاصوليا الخضراء! صحيح أن عسل النحل رائع، ولكن لا يمكن إضافته أبدا إلى الملوخية أو الفاصوليا!.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: