رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

رجل يعشق الإقامة على خط الزلازل

كثيرون فى العالم لم يكونوا متفائلين بنجاح الرئيس دونالد ترامب لفترة ثانية، شخصية سياسية مصرية رفيعة المستوى تولى مناصب سياسية كبرى، ومثل مصر عقودا طويلة فى المحافل الدولية، رأى ترامب عن قرب وتحدث معه مرات عدة فى افتتاحات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر كل عام خلال فترة رئاسته الأولى، كان يحدثنى قبل وفى أثناء ترشحه وبعد فوزه ووصوله للبيت الأبيض بساعات، بان القادم سيكون أسوأ، وان العالم سيرى سنوات العجب، وربما يعيش العالم أربع سنوات من التراجع والخلل، والتخبط وسياسات انتقامية مع الرئيس العائد، حيث الانتقام فى الداخل الأمريكى، وتهديد دول عدة فى العالم، ومن هنا لا تستغربوا اى مفاجآت من الرئيس ترامب، وكنت كلما سألته عما يجب فعله لإيقاف إيذاء الرجل ضد منطقتنا وربما دولتنا عند طرح خطة تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، ابلغنى ان علينا التعامل بشيء من الندية، أو نلتزم مع هكذا رجل بالصمت والصبر، وعاد فى آخر محادثة حول رد الفعل المصرى لوأد خطة ترامب المنفلتة للتهجير، ليؤكد لى ان أمريكا وترامب يعلمون جيدا أنهم يستفيدون أكثر من مصر من نسق العلاقات المصرية ـ الأمريكية الممتدة لأكثر من 77 عاما، وبالتالى أى تهديد بعقوبات ضدنا سينقلب عليهم، وسيكونون اكبر الخاسرين، وعاد ليذكرنى، بأن كل الطائرات والمهمات الأمريكية تعبر الأجواء المصرية باتفاقات وأريَحَيَة متفق عليها عبر عقود، وكذلك السفن وحاملات الطائرات والغواصات وكل ما يرتبط بمصالح أمريكا اللوجستية الطارئة فى الإقليم تعبر مضيق قناة السويس بأمان، هو يضع فى الاعتبار رد الفعل المصرى طيلة الوقت ومصالحه فى الإقليم عبر البوابة المصرية.

تذكرت كل تلك التوصيفات السابقة عن ترامب، ذلك الرجل الذى أرى انه من نوعية الرجال الذين يعشقون الإقامة والعيش عند خطوط وفوالق  الزلازل، لذا لم يدهشنى ترامب عندما وقع فى حديقة الزهور بالبيت الأبيض، قرارات الصدمات الكهربائية الأخيرة، والتى سماها يوم التحرير والخاصة بالتعريفات الجمركية مع أكثر من 185 دولة فى العالم، والتى سببت مايعرف بزلزال الانهيارات الاقتصادية التى ضربت أسواق العالم، ومازالت لليوم السادس على التوالى تحقق خسائر كاسحة، بفعل قرارات ترامب والتى تعجلها، دون دراية ان أسواق العقارات وبزنس الصفقات الشخصية ومضاربات اللحظة الأخيرة، لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تستقيم مع أسواق العالم وعلاقات التعاون والتبادل التجارى والاستثمارات الكبرى بين اقتصادات العالم، خاصة بين بلد كبير مثل أمريكا، تمثل القوى الاقتصادية الكبرى فى العالم بدخل قومى يقترب من 28 تريليون دولار سنويا، وعلاقات متشابكة مع أسواق حلفاء واشنطن فى أوروبا، تلك القارة العجوز، وآخرين فى الهند وشرق آسيا .. اليابان وكوريا الجنوبية، ناهيك عن الحلفاء فى الشرق الأوسط وهم كثر للولايات المتحدة، حتى فيما يتعلق بالمصالح الاقتصادية والاستثمارية الكبرى المتشابكة لأمريكا مع غريمتها الصين ثانى اكبر اقتصاد بالعالم بناتج 18 تريليون دولار، حيث كان الحراك للبعض فى الحال بقرارات مضادة، وستكون ردات فعل كل هؤلاء موازية خلال هذا الشهر، وفى نفس الاتجاهات ضد تعاملاتهم وتعريفاتهم الجمركية مع أمريكا، والنتيجة النهائية فى أمريكا والعالم خسائر بالتريليونات، ليشهد العالم أزمات اقتصادية فى قادم الأيام، كان مثيرا ومدهشا تعليق الرجل على خسائر الشركات والمؤسسات الأمريكية الكبرى بعد قراراته الأخيرة بساعات، بأن مثل هذا الأمر وتلك الخسائر متوقعة، ولكنها ستقود لمكاسب بالتريليونات للاقتصاد الأمريكى الكلى، وهذا أمر يشكك فيه الكثير من خبراء ورجال المال والاقتصاد الأمريكيين أنفسهم، ويمكن مراجعة عشرات المقالات والتحليلات الاقتصادية لكبريات الصحف الأمريكية الكبرى كنيويورك تايمز والواشنطن بوست وَذَا اتلانتك وغيرها.

الا ان مايعن لى التوقف عنده بكثير من القراءة المستفيضة، هو تصريحات زعيم الأقلية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ تشاك شومر، صاحب الخبرة العريقة فى عالم السياسة والاقتصاد، وهو يصرخ ويرفع الصوت عاليا مطالبا الأمريكان بالتوحد والتعاون لوقف هذا الرجل ـ ترامب ـ، عن إشعال الحرائق بكل أمريكا عبر بدايات تخريب الاقتصاد الأمريكى وانهياره، واصفا قراراته بأنها الأغبى فى تاريخ أمريكا، لم يقدم عليها أى رئيس أو مسئول أمريكى منذ إنشاء هذا البلد، الذى سيكون نهايته وخرابه على يدى السيد ترامب حسب توصيفه.

ربما لايكون ترامب هو الشخص الأوحد فى العالم الذى يتمتع بنفس المواصفات المنفلتة فى التفكير وقيادة الدول، فإن هناك شخصا آخر يشبهه تماما ولكن بطريقة أكثر دموية وفجاجة وعنصرية، وتفوق عليه فى الصلافة وجرعات مصل النازية الجديدة، وهو نيتانياهو رئيس وزراء إسرائيل، حيث إنه فاق الجميع فى العالم، فى القتل والتدمير والتخريب، وتغذية الفوضى والإرهاب فى الشرق الأوسط، ويمتلك عقلية مزاجية دموية منفلتة من كل عقال، ومن حسن الطالع انه يسير على نفس خطى ترامب، لعله ينجح سريعا بالتدمير العاجل للكيان الإسرائيلى وإشعال الحريق الكبير به، كما يتوقع ويرجح النخبة السياسية والعسكرية فى تل أبيب، وبالتالى ماخاب الاعلام الأوروبى فى تحليلاته وقراءاته الأخيرة، عندما وصف الرجلين ترامب ونيتانياهو مؤخرا بأنهما الأسوأ فى التاريخ الحديث، وان انهيارات قارات ومناطق فى العالم على يديهما ربما يكون قريبا، ومن يعش ير.


لمزيد من مقالات أشرف العشرى

رابط دائم: