إذا كان تعريف الوعي، وفق علماء النفس والاجتماع، أنه يعكس إدراك الفرد للأشياء والعلم بها، والاتصال المباشر مع الأحداث التي تدور حوله، فإن الوعي الحقيقي هو الفهم الصحيح للأشياء ولأصولها، وليس مجرد توفر معلومات كافية، بينما «تزييف الوعي» هو توجيهه في اتجاهات تجعل الفرد سلبيا في أحسن الحالات!
والوعي ليس فقط إدراك أن هناك من يحاول النيل من استقرار الدولة، والتشكيك في سياساتها وقيادتها، وإضعاف الروح الوطنية، بنشر الأكاذيب والشائعات، وتغييب العقول، وتحطيم الإرادة، ونثر بذور الشك والريبة، بل إن الوعي الحقيقي هو التحول من السلبية إلى الإيجابية بالمشاركة الفعالة، لا الاستسلام إلى ما يبثه أصحاب الغرض والهوى والمصلحة من سموم عبر منصات إعلامية متعددة، تنخر في عظام الدولة ومفاصلها الرئيسية مثل السوس، تضخم أمرًا ما، وتسرب معلومات مغلوطة، وتشكك في كل شىء، وتقدم تفسيرات سلبية لكل ما يحدث على أرض الواقع، في محاولة لشد الوطن بطاقة سلبية إلى الخلف بأسرع ما يمكن وبأقوى عزم.
كلنا يعلم أن مصر والمنطقة تمر بمرحلة صعبة وفارقة، وأن وعي الشعب المصرى، وصبره، ووقوفه خلف قيادته، ضرورة ملحة، وهو مربط الفرس، وحجر الزاوية لمواجهة كل التحديات، وتجاوز الصعاب التى تعترض الطريق نحو مستقبل يليق بوطن متقدم وناهض.
المؤكد أن الشعب المصرى لديه من الوعي ما يكفي لكشف وفضح ما يستهدف به الوطن، وما يتم تدبيره في الخفاء، ليخرج سريعا إلى مواقع التواصل الاجتماعي مختلطا بالكثير من الشائعات والأكاذيب والافتراءات، فإن الوعي الحقيقى لا يتوقف عند حدود اليقظة والتنبه لما يحاك ضد مصر وشعبها؛ لإيقاف مسيرتها، وإنما يتطلب تعزيز روح الولاء والانتماء، والوقوف صفا واحدا بأياد متشابكة، متحابة، لا هدف لها إلا مصر الكبيرة بتاريخها، وحضارتها، وثقلها، وقيادتها، وشعبها، وجيشها، وشرطتها، وهو أمر لو تعلمون عظيم.. تحيا مصر.
[email protected]لمزيد من مقالات ماجد منير رابط دائم: