رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلام ثابت
ربما صحية!!

أقشعرَّ بدني من حجم الإهمال في الوحدة الصحية لأهالي العزيزية وهوجمين، التي تخدم نحو 50 قرية وعزبة تابعة لمدينة طامية بالفيوم، فالمبنى آيلٌ للسقوط، والجدران متهالكة، وتغرق في مستنقع من المياه الآسنة، ولا توجد مرافق أو تجهيزات سوى النزر اليسير، الذي لا يكفي لعلاج أي إصابة أو مرض.

تفحصتُ الشكاوى والصور التي أرسلها إليَّ عددٌ من الأهالي، يستغيثون فيها من حجم الإهمال المزمن الذي طال الوحدة الصحية، وهو إهمالٌ يتمزق له قلب كل من يقرأ ويرى، ويتعجب المرء: كيف يكون هذا المبنى المتهالك وحدةً صحية؟!

تخيلتُ كيف يمكن إنقاذ مصابين في حادث، أو سيدةٍ حامل متعثرة في الولادة، أو مريضٍ بجلطة قلبية أو دماغية، أو حتى أي شخص يعاني إصابةً أو جرحًا أو حالة تسمم! ما مصير أي مريض لا يجد سوى هذه الوحدة الصحية البائسة؟ ألا يعرف نواب طامية بأمر هذه الوحدة؟! ألم يمروا على هذا المبنى؟! ألم يستغثِ بهم أهالي مصاب أو مريض في حالةٍ طارئة؟!

أعلم أن وزارة الصحة ترسل كبار مسئوليها لتفقد المستشفيات والوحدات الصحية، والتعرف إلى حالتها واحتياجاتها من الأطقم الطبية والتمريضية والمعدات والتجهيزات، لكني لا أتصور أنهم يدركون ما وصلت إليه هذه الوحدة الصحية في العزيزية وهوجمين.وكلما تخيلتُ أن هناك من يلوذون بهذه الوحدة الصحية تحت وطأة الحاجة الملحَّة لا أملك إلا أن أشعر بالضيق.

وأعتقد أن الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان نائب رئيس الوزراء، سيسرع بتقصي أحوال هذه الوحدة الصحية، وسيصدر تعليماته بسرعة الإصلاح أو إيجاد بديل لهذا المبنى المتهالك، المحاط بالمياه الراكدة والقمامة.

كما يجب أن يتحرك محافظ الفيوم ونوابها، لمساعدة وزارة الصحة في توفير الاحتياجات الضرورية لوحدةٍ صحيةٍ تتوافر فيها التجهيزات المناسبة، خاصةً للحالات الطارئة التي لا تحتمل التأخير ولا تجد الوقت للانتقال إلى أماكن بعيدة تتوافر فيها إمكانات العلاج.

إن الوحدات الصحية في الريف هي خط الدفاع الأول والرئيسي عن الصحة العامة، وهي الملاذُ للملايين من أهالي ريفنا الذين هم في أشد الحاجة إلى علاجٍ مناسبٍ ينقذ أرواحهم. فهل تمتد أيادي الإصلاح إلى هذه الوحدات الصحية، لإنقاذها من براثن الإهمال التي تكاد تفتك بأرواح أبناء الريف؟

إنني على ثقةٍ بأن حكومتنا، التي استطاعت إنشاء صروحٍ من المشروعات القومية العملاقة في وقتٍ قياسي، ستنتشل وحداتنا الصحية في الريف، وتمنح أهلنا الطمأنينة، وتمُدُّ إليهم أيادي الرعاية.


لمزيد من مقالات علاء ثابت

رابط دائم: