رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلام ثابت
حق الخريجين

اندهشتُ عندما علمتُ أن اسم جامعة حلوان قد تغير، وعندما استفسرت عن سبب تغيير الاسم إلى «جامعة العاصمة»، زادت دهشتي. فكيف لجامعة بلغت من العمر خمسين عامًا أن يُمحى اسمها الذى حملته أجيال متعاقبة من خريجيها؟  

الجامعة تضم 20 كلية، ولها مقر حديث فى عين حلوان، على مساحة تبلغ 350 فدانًا، وتضم معظم كلياتها. فكيف لها أن تصبح مجرد فرع لجامعة جديدة سيكون مقرها العاصمة الإدارية؟ لم أجد تفسيرًا معقولًا لهذه الخطوة. فالعاصمة ستكون زاخرة بالجامعات، ومن الطبيعى أن يكون فيها جامعة حكومية، ومساحة عاصمتنا الإدارية تتسع لجامعة متكاملة لا تحتاج إلى أن تنشأ على حساب جامعة حلوان، بل تستحق جامعة حديثة بكليات تواكب المتغيرات العلمية السريعة فى العالم، دون الحاجة إلى مبان ومنشآت جامعة حلوان.   

ثم كيف يجرى إلحاق جامعة قائمة بأخرى ما زالت تحت الإنشاء، وعلى مسافة كبيرة لا تحفز الدمج؟ كان من الأفضل، فى نظري، أن تظل جامعة حلوان بكلياتها وهيئة تدريسها جامعة مستقلة، وأن تُنشأ جامعة أخرى مستقلة فى العاصمة، وإذا كانت الجامعة الحكومية الجديدة فى العاصمة الإدارية تحتاج إلى ميزانية كبيرة، فلماذا لا نكرر تجربة إنشاء جامعة القاهرة بالجهود الأهلية، عبر تبرعات لإقامة صرح تعليمى جديد فى عاصمة ترمز إلى النهضة الحديثة؟ ستكون هذه فرصة لربط تراثنا فى العمل الأهلى بتلك النهضة، كما أن حملة التبرعات ستكون وسيلة لتحفيز تطوير التعليم والبحوث والابتكار.  

من الأفضل أن تتخصص الجامعة الجديدة فى التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والمعلوماتية، فنحن بحاجة إلى جامعات ومراكز دراسات وأبحاث فى هذه المجالات. وبهذا نكون قد حققنا أكثر من هدف فى وقت واحد، مع الحفاظ على جامعة حلوان قائمة تكمل مسيرتها تحت نفس الاسم الذى حملته لنصف قرن. 

أتمنى أن يعيد المجلس الأعلى للجامعات النظر فى إلحاق جامعة حلوان العريقة بجامعة العاصمة، وأن يُنشئ كوكبة من الكليات الجديدة فى العاصمة الإدارية، تحمل اسم «جامعة العاصمة»، بمواصفات وطراز معمارى يتناغم مع الطرز المعمارية للعاصمة الإدارية، على أن تكون جديرة بمنافسة الجامعات الخاصة والأجنبية. هذه هى الإضافة الحقيقية، وليس قطف زهرة جامعة حلوان وإلحاقها بجامعة تبعد عنها مسافة تزيد على خمسين كيلومترًا.  

فجامعة حلوان تستحق أن تبقي، والعاصمة الإدارية، وأبناء مصر من رجال أعمال ومحبى العلم، قادرون على إنشاء منارة علمية جديدة تحمل اسم العاصمة.  

أتمنى من الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، وهو عالم قدير، أن يعيد النظر فى موافقة المجلس الأعلى للجامعات المبدئية على تغيير اسم جامعة حلوان.


لمزيد من مقالات عــــلاء ثــابت

رابط دائم: