رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

«قوة» السلام!

حددت مصر، على مدار السنوات الأخيرة، غايتها التى تعمل من أجل تحقيقها، والحفاظ عليها، وهى السلام والاستقرار، ومن يتابع بعين الإنصاف والتجرد ما تقوم به الدولة من جهود تنموية وتحركات إقليمية ودولية يدرك على الفور أن خيار السلام والاستقرار والتنمية والرخاء لمصر والمنطقة هو أساس السياسات المصرية التى رسمها الرئيس عبدالفتاح السيسى بدقة ورؤية استشرافية لتدشين «الجمهورية الجديدة».

وتؤكد مصر دوما أن السلام العادل والشامل هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقى والمستدام للمنطقة والعالم، مثلما أشار الرئيس أمام قمة القاهرة للسلام، حينما قال: «إن مصر.. دفعت ثمنا هائلا من أجل السلام فى هذه المنطقة.. بادرت به.. عندما كان صوت الحرب هو الأعلي.. وحافظت عليه وحدها.. عندما كان صوت المزايدات الجوفاء هو الأوحد.. وبقيت شامخة الرأس، تقود منطقتها، نحو التعايش السلمى القائم على العدل».

وإذا كان السلام هو نهج مصر فإن جيشها هو الحامى لهذا السلام، وهو «جيش رشيد»، كما وصفه الرئيس السيسى، يتمتع بقوة تحكمها عقيدة وإستراتيجية ثابتة لا تتغير على مر التاريخ، جيش يحمى ولا يهدد، قادر على الدفاع عن أمن مصر القومى داخل وخارج حدود الوطن، فما من دولة لها وزنها واتزانها، إلا بجيش وطنى قوي.

ورغم قوة الجيش المصري، وتعاظم قدراته التى حرص الرئيس السيسى على تطويرها بنمط غير مسبوق، فإنه لم يكن فى يوم من الأيام آلة للعدوان، بل اعتمد منهج «القوة الرشيدة»، التى تزن الأمور بكل دقة، القوة التى تحمي، تردع أعداء الوطن ولا تعتدي.

أقولها وبكل ثقة، إن جيش مصر، بكل تاريخه وقادته العظام، وأبنائه القادرين، هو درع الوطن وسيفه، يعمل فى صمت وتواصل على تطوير وتحديث أدواته القتالية، ومواكبة كل أسباب التكنولوجيا المتقدمة فى المجال العسكري؛ لهذا جاء فى المكانة المتقدمة التى يستحقها بين جيوش العالم، إننا نتحدث عن جيش منضبط، يعرف ماذا يفعل، وأين يتحرك، ويعمل فى صمت من أجل حماية الوطن والشعب. وكانت القوات المسلحة - بكل قوتها- حريصة على أن يتسم تعاملها بالتوازن الشديد، كما أن العقيدة العسكرية المصرية تقوم على الحفاظ على الأمن والاستقرار وحدود الدولة وحماية مصالحها القومية.

خاضت مصر الحرب عندما أصبحت ضرورة ملحة لاسترداد الأرض، وواقعا لا مفر منه لحماية الأمن القومي، وفرضت السلام، الذى كان بعيد المنال لولا الانتصار فى الحرب، وهو السلام الذى فتح الطريق أمام البناء والتنمية والتقدم، سلام تحميه «قوة» السلام، هذا هو السلام الحقيقي، وليس سلام القوة «المزعوم» الذى يتوهم البعض القدرة على تحقيقه بالقوة!.


لمصر فى التاريخ قصب السبق والريادة. أول دولة مركزية وأول حضارة زاهرة وأول جيش نظامى قوى

من موقف القوة والقدرة، تبنت مصر إستراتيجية السلام لحماية حدودها وأرضها، كما أن موقفها ثابت لا يتغير تجاه قضية عادلة، هى القضية الفلسطينية، تدافع القاهرة بمسئولية وحكمة عن القضية، من منطلق دورها التاريخى ومصالحها القومية، من أجل إحياء عملية السلام، والوصول إلى حلول نهائية، تبذل جهودا جبارة على كل المستويات، منذ عقود وحتى الآن، وهذا أحد الثوابت المصرية، التى تتصدى على الدوام للمخططات الهادفة لزعزعة الاستقرار فى الإقليم المضطرب؛ ليكون هدف مصر فى المقام الأول الوصول إلى السلام الدائم، والتعايش الآمن بين دول المنطقة، والاعتماد على الحوار والمفاوضات، بما يعود بالخير على الشعوب، بدلا من العنف والدمار.

هذا الموقف المصرى الراسخ، شدد عليه الرئيس السيسى فى القمة العربية- الإسلامية غير العادية بالعاصمة السعودية الرياض، حينما قال: «إن الشرط الضرورى لتحقيق الأمن والاستقرار والانتقال من نظام إقليمى جوهره الصراع والعداء.. إلى آخر يقوم على السلام والتنمية هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وعلى هذا، يمكن القول إن مصر لم تكن، فى يوم من الأيام، من دعاة الحرب، بل إنها تتمسك بالسلام خيارا إستراتيجيا، من أجل بناء مستقبل تستحقه الأجيال القادمة، عنوانه الاستقرار والرخاء، لكنها لم ولن تتأخر يوما عن القضية الفلسطينية شغلها الشاغل وقضيتها الأولى.

وليس من قبيل المبالغة أن أقول إن مصر، فى دورها التاريخى المحورى فى القضية الفلسطينية، بذلت الغالى والنفيس لمواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية، حتى لا تضيع فى غياهب التاريخ، والآن أيقن الجميع، أن الدولة المصرية تقرأ الأحداث جيدا، ورؤيتها على صواب، وأن حل الدولتين هو ضمان سلام وأمان المنطقة بكاملها، وبدون ذلك لا استقرار فى العالم كله.

إدراكا لكل ذلك، وفى ظل التطورات الخطيرة مؤخرا، تواصل مصر دورها لتنسيق المواقف العربية للتأكيد على ثوابت القضية، ودعم الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، ورفض أية إجراءات تستهدف تهجيره من أرضه، بما يهدد أمن المنطقة ويقضى على فرص السلام والتعايش بين شعوبها، وللتأكيد على أن الحل السياسى الدائم والعادل للقضية، يتمثل فى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمقررات الشرعية الدولية.

تحرص مصر، كعادتها، على أن تجدد الأمل، وتسعى فى كل الأوقات إلى إعادة إحياء السلام، وتضع العالم أمام مسئولية تاريخية؛ بما يؤدى إلى فتح الآفاق نحو طريق الأمن والاستقرار الحقيقيين.. هذه هى مصر، وهذه هى رسالتها من أجل مستقبل المنطقة. مصر بشعبها الواعى، وقيادتها الحكيمة، وجيشها الوطني، القادر على حماية الوطن، لن تدخر أى جهد من أجل أن يكون الغد أفضل، وأكثر عدلا وإنصافا، وأمنا وأمانا، وتنمية ورخاءً.

***

وإذا كان السلام هو نهج مصر فإن جيشها هو الحامى لهذا السلام، وهو «جيش رشيد»، كما وصفه الرئيس السيسى، يتمتع بقوة تحكمها عقيدة وإستراتيجية ثابتة لا تتغير على مر التاريخ، جيش يحمى ولا يهدد، قادر على الدفاع عن أمن مصر القومى داخل وخارج حدود الوطن

[email protected]
لمزيد من مقالات ماجد منير يكتب

رابط دائم: