رحل عن عالمنا الدكتور سامى عبدالعزيز، أحد أبرز خبراء الإعلام فى مصر، والمبدعين فى الإعلان بكل تخصصاته السياسى، والاجتماعى، والتسويقى، وزميلى، ودفعتى (1975- الدفعة الأولى لكلية الإعلام) التى يمر عليها هذا العام 50 عاما، نصف قرن من العمل، والممارسة، والاجتهاد، والحفرْ بالصخر ليكون لمصر اسم فى هذا المضمار الصعب، والدقيق.
الفقيد الراحل هو الأستاذ الذى جمع بين أشهر المناصب الأكاديمية، وأرسى القيم المهنية، والأخلاقية، وله العديد من الدراسات، والكتب فى مجال الإعلام، والإعلان حتى وصوله لعمادة كليته (2009-2011)، ولم يكتفِ بالأستاذية، وأنه صاحب مدرسة إعلامية جامعية، ولديه تلاميذ، ومريدون، فقد كان صاحب بصمة عملية، وتطبيقية فى هذا المجال بالأسواق المتنافسة، فكان الخبير الذى يجمع بين الأكاديمى النظرى والتطبيقات العلمية فى مجاله الحيوى، كما أنه صاحب المواهب الصعبة، والدقيقة فى هذا المجال، حيث لجأت إليه كبرى الشركات المحلية، والعربية، بل الجامعات، لإعداد الحملات الإعلانية التى كان لها مردود على اقتصادنا بالخير، والوفرة، والانتشار، وتوسيع الأسواق، نذكر منها تشجيع الأسرة المصرية على التوفير فى استخدام الموارد المائية، والإعداد لحملة، وافتتاح قناة السويس الجديدة، كما تفرد فى الحملات السياسية، سواء فى عالم الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية، وتميزت حملاته بالابتكار، والتجديد، وهو ليس أستاذا جامعيا نظريا فقط، بل ممارس المهنة فى معترك الأسواق الصعبة، أى طبق العلم فى الشارع وبين الناس، وحَظىَّ بالاحترام، وجذب المستهلكين إلى فكرته، بل خلدها كذلك.. الدكتور سامى عبدالعزيز، رحمه الله، صحيح أن الدولة منحته جائزتها التقديرية على أعماله، لكنه فى الحقيقة كان صاحب مدرسة إعلامية، وإعلانية، وتميز برؤيته الرصينة، والعاقلة، والهادئة لمختلف القضايا الساخنة، ونحن زملاؤه، وإخوانه خريجو دفعته (1975) نودعه على أمل اللقاء فى العالم الأفضل بالتأكيد، فتحية إلى اسمه فى عالم الخالدين، واحتراما، وإجلالا إلى روحه الباقية معنا، وبين زملائه، وتلاميذه، ودراساته، وتجاربه الملهمة التى تحفز على الإبداع، والابتكار، والتغيير، وتردد دوما يظل الاحتراف يصنع الاختلاف الذى نبنى به النجاح، كما يصنع الأسطورة التى تخلد صاحبها بعد رحيله.
لمزيد من مقالات أسامة سرايا رابط دائم: