رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

حكاية فكرة
د.هالة مصطفى.. وجماعات الإسلام السياسى

أعرف الدكتورة هالة مصطفى، إحدى كاتبات «الأهرام» البارزات، باحثة، ومحللة سياسية من العيار الثقيل فى معظم القضايا التى تتناولها، والتى قد استوقفتنى طبعة جديدة من كتابها القديم (الإسلام السياسى فى مصر) الذى عالجت فيه بعمق  تلك الظاهرة بكل أبعادها، وأجابت فيه عن التساؤلات التى تحيرنا، وأهمها: لماذا لم تتحول تلك الجماعات إلى حركة جماهيرية واسعة، خاصة فى مصر لطبيعة الشخصية بها، التى تتميز بعمق النزعة الدينية ذات الطابع الفردى، والعملى، وهو ما يمثل عائقا حقيقيا أمام انتشار الإسلام الراديكالى؟.. وكيف ظل المصريون على موقفهم الوسطى فى التدين، حتى فى تحولاتهم الدينية عبر التاريخ؟، كما أن التدين المصرى يخلو من المذابح الطائفية التى تقوم بها هذه الجماعات، وكيف رصدت، كما رصد علماء السياسة والاجتماع، هدوء العقيدة الدينية عند المصرى، وخلوها من التعصب، وأن الإسلام عندها لم يشكل انقطاعا فى المكونات الأساسية للشخصية المصرية، بل إن عدم وجود مؤسسة دينية كان متلائما مع طبيعة الفلاح المصرى، ونزوعه الدائم إلى الاستقلال بإيمانه.
 إننا إذا تعمقنا فى الكتاب (الدراسة) المكتوب بلغتين تجمعان بين الصحافة والدراسات فسنجد أنه رصد كيف تحولت هذه الجماعات من حركات إصلاحية إلى العنف بكل لون، وتحت مسميات عديدة، وشخص حركة الأم (الإخوان المسلمين) بدقة بالغة، ونستطيع أن نعرف الفجوة الكبيرة بين فهم تلك الحركات للديمقراطية، وسعيها لتغيير وجه الحياة المدنية لإقامة ثيوقراطية جديدة تعيد تاريخ القهر الفكرى والسياسى الذى تعرضت له الجماعة الإنسانية فى عصور ماضية. أعتقد أن كتاب الدكتورة هالة مصطفى يحتاج إلى قراءته بدقة وإمعان حتى ننجو من مخاطر هذه الجماعات، ونفهمها، بل نساعدها على أن تندمج، أو تخرج من حالة العنف، والإرهاب التى تصنعها فى المنطقة؟، فتحية وتقديرا لهذا الكتاب المرجعى المهم، ولمؤلفته التى ارتقت إلى مكانة متفوقة للغاية تضعها فى مكانة علماء السياسة والاجتماع، والتى قدمت روشتة تاريخية، وتحليلية لأبرز وإحدى قضايانا التى تهدد مجتمعاتنا دوما بعدم الاستقرار، أو الانطلاق، والتقدم، وتضع عوائق أمام ارتباط مصر (أم الحضارات) بالحضارة العالمية.
 

لمزيد من مقالات أسامة سرايا

رابط دائم: