جذبتنى سرعة الأداء الحكومى فى مصر خلال الفترة الماضية.. تطورات متلاحقة جسدها الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أمام المجتمع الدولى فى دافوس، ثم فى حواره مع 6 لجان استشارية من رجال الأعمال، وأصحاب الخبرات الفائقة، والعملية، على أرض الواقع، ثم طيرانه فورا إلى بغداد، وكانت هناك 12 وثيقة تعاون بين مصر والعراق.
هذه التطورات لا تتم فى مناخ عادى، أو ظروف تقليدية، فهناك هجمة أمريكية على منطقتنا، وهبوب رياح، وأعاصير تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، فى محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، عقب النجاح فى الوصول إلى هدنة بعد 15 شهرا للفلسطينيين.
هذه القضايا فى أى زمن سابق كانت تحتاج إلى سنوات، أو تركيز فى قضية واحدة لإتمامها، وإذا أمسكنا بالنقطة الأخيرة، فإن تطوير العلاقات الاقتصادية بين مصر والعراق سيكون له تأثير ضخم على مكانة مصر فى كل إقليم الشام الذى يشهد تطورات سياسية متعاقبة بعد التغييرات الكبيرة التى حدثت فى سوريا، ولبنان، بتغيير النظام فى الأولى، وانتخاب رئيس وحكومة فى الثانية.
إن النموذج الذى تحركت به مصر فى العراق، والذى ضم التعاون مع الأردن وعقدْ منتدى ضخم ومهم تحت عنوان «معا لإعادة الإعمار» (التعاون الثلاثى)- يحمى المنطقة كلها، ويشد من أزرها، ويقف ضد تصفية القضية الفلسطينية، كما أن الشركات المصرية فتحت لها مجالا حيويا فى العراق (ما قيمته نحو 23 مليار جنيه)، ودائما وأبدا مصر والعراق هما العمود الفقرى للمنطقة العربية، وقد أثبت التاريخ أن لقاءهما، وتعاونهما يعطى إشارات ذات دلالات كبيرة، لأن التعاون بينهما يتجاوز آفاق بناء البنية التحتية فى البلدين ليمتد إلى كل الأنشطة التنموية الأخرى بأرقام كبيرة، ولذلك فإن فرحة المصريين والعراقيين بلقاء البلدين كبيرة، وترجمة هذا إلى تعاون وثيق تشير إلى قدرة البلدين على التعافى، والخروج من مرحلة الأزمات، ووضع المجتمَعَين فيهما فى حالة حوار وتعاون مثمر، ليس للأجيال الحالية فحسب، بل القادمة، وغدا نكمل الحديث.
لمزيد من مقالات أسامة سرايا رابط دائم: