لم يكن يخطر على البال أن تلاميذ بالصف الرابع والخامس الابتدائى يعرفون الغش عن طريق البرشام فى مدارس حكومية وتجريبية وخاصة، لقد قالها لى طفل يساعد والده البواب باحدى العمارات إن زملاءه يغشون هكذا، و ليس هناك فارق بين من يذاكر ومن لم يذاكر، وهذا الطفل بالقطع لا يدرك قيمة التعلم فى هذه السن، لقد تحول الغش إلى بديل للمذاكرة لدى الاطفال، ومن ثم إنهاء العام الدراسى هكذا قال بعض أولياء الأمور «احنا عاوزين نخلص السنة وتروح لحالها» ليس مهما لديهم أن يتعلم الأطفال مبادئ العلم والتحصيل الدراسى أو حتى القراءة والكتابة، لقد تطور الغش هذا العام لدرجة مخيفة ويتم تهديد المدرسين والمدرسات ففى إحدى لجان الشهادة الإعدادية رفضت مدرسة الاستجابة للراغبين فى الغش فخرجت فى اليوم التالى لتجد عجلات سيارتها ممزقة على الأرض، وفى مدرسة أخرى تابعة لمنطقة القبة بالقاهرة وقف المعلم الفاضل ضد واقعة غش منظمة تقودها الفتيات ففوجئ بفرقة من الشباب يعتدون عليه ضربا وتكسيرا عقب خروجه من المدرسة وأخرجوه من بين أيديهم بصعوبة، وكل ذلك لأن هذا المدرس رفض الاستجابة لمطالب الغش فى حين أن آخرين يساعدون على ذلك ، وهكذا يتكرر هذا المشهد فى مناطق عديدة بمنتهى الفجاجة.. الأمر يحتاج إلى حلول جادة وعلاج مجتمعى متكامل، فالمدرسون الشرفاء وهم كثيرون سوف يتراجعون عن هذه المهنة، والطلاب المجتهدون سوف يظلمون، كما أن الغش سوف يأتى بجيل مشوه وفاسد، وهنا تكمن الخطورة.
لمزيد من مقالات أحمد فرغلى رابط دائم: