عندما تتحول المدينة الجميلة فى ساعات قليلة الى رماد وكأنها ساحة حرب وعندما يجتمع الإعصار والرياح الشديدة مع طوفان النيران ونشاهد عودة طائرة الإطفاء توزع نيرانها لتحرق المزيد فتلك آية من آيات ربك الكبرى، بل هى قوة الله عزوجل وقدرته فقد قال تعالى فى القرآن الكريم الذى نزل على محمد صلى الله عليه وسلم قبل 1400 عام: (فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)..وبعيدا عن تعامل البعض مع الحادث بشكل سلبى أو بنوع من الشماتة التى ترفضها وبعيدا عن اتهامات الأمريكان لبعضهم البعض بالإهمال فواقع الحال على الأرض شديد القسوة، وقد تابع العالم كله طوفان الإعصار المرعب فى كاليفورنيا وكتل النيران التى تجتاح المساحات الشاسعة والغابات والبنايات والأبراج الشاهقة، هذه المشاهد لم يتوقعها العقل البشرى الذى نجح فى إحداث ثورة تكنولوجية وأبدع فى تطبيقات الذكاء الاصطناعى وغير ذلك من الإنجازات العلمية والعسكرية ، هذا العقل بات عاجزا وخائفا ومذعورا أمام هذا الإعصار وهو ذاته العقل المتجبر الذى كان يهدد ويتوعد بالأمس، الآن شرب الأمريكان من نفس الكأس الذى يشرب منه الشرق الأوسط كله منذ سنوات طويلة، 200 ألف مواطن احترقت منازلهم وممتلكاتهم وبعد أن كانوا ينعمون برغد العيش أصبحوا من النازحين بل جربوا التشرد بعد أن تحالفت ضدهم عوامل الطبيعة والتغيرات المناخية الى جانب دعوات المظلومين فى البلدان المقهورة وهو ما يعيد الى أذهان العالم كله مشاهد تشريد ونزوح أهالى غزة ولبنان وسوريا وغيرهم الذين تم إخراجهم من ديارهم بأيدى اليهود وبدعم أمريكى ممنهج, الأمريكان يقدرون الخسائر المادية بـ 150 مليار دولار وأنها تعادل خسائر إلقاء قنبلة نووية على هذه المنطقة وهذه الخسائر كلها لا تقارن بما حدث لأهل غزة.
لمزيد من مقالات > أحمد فرغلى رابط دائم: