كان عاما مذهلا ذلك الذى تسقط آخر أوراقه اليوم بكل المقاييس، وإذا كنا سنحتاج بعض الوقت لإعادة ترتيب العام الجديد فإننا سنأخذ بعض الوقت كذلك، وإذا كنت من الذين يعتقدون أن عام 2024 سيأخذ منا فى التحليل أنه العام الذى لا ينتهى بسهولة، وبقاياه، وذيوله ممتدة معنا بعض الوقت، فإننا فى مصر يجب أن نأخذ نفسا عميقا من الارتياح، ونتخلص جزئيا من القلق، والمخاوف التى تنتاب منطقتنا، بل تسودها على مستقبلها، وهو حق مشروع لنا جميعا، لأننا بالفعل اجتزنا عتبات المخاوف، حيث أصبحت مصر دولة قوية بما يكفى للحفاظ على تماسكها، واستمرارية نموها، وتقدمها للأمام، ومواجهة أى تطورات لزحف الفوضى، وسوء التفكير، فقد دفعنا بالفعل فى السنوات الماضية ثمنا غاليا للفوضى، والتغييرات المصحوبة بالتدخلات الخارجية المقيتة التى نراها فى أكثر من قُطر عربى سقط، والتى أمسكها الشعب المصرى ومؤسساته بجدارة، واقتدار، وخلق مساره.
أعتقد أنه ليس هناك مصرى واحد يمكن أن يقف فى صفوف الاضطرابات إلا من الأيديولوجيين، أو المتعصبين، ودُعاة الفوضى، والمغامرات، والمغامرين بالأوطان، وهؤلاء يجب أن نعترف بأنه ليس هناك أى مجتمعات حديثة تخلو منهم، ولكن البحث سيكون فى تأثيرهم، وهو بالنسبة لنا محدود جدا، وقد نشاهدهم، ونتابعهم فى السوشيال ميديا، ومحطات تلفزة ممولة من أعدائنا، ومن الجماعات المتطرفة، فعند كل حدث أو تغيير فى الإقليم يشيرون إلينا، ويريدون أن يكرروا ما فى أذهانهم المريضة وكأننا بلهاء أو سفهاء مثلهم لم نتعلم بعد من تجاربنا القاسية، فنحن نعرف ثمن الاستقرار والنمو الذى تندفع مصر بكل قوة لتحقيقه، ولن نتوقف مهما يكلفنا، ومهما يكن ثمنه، وحتى أحدد فإن المتأخونين من الجماعات المتطرفة يوظفون هؤلاء ويتخفون حولهم لإثارة الشائعات، والتقليل من شأننا، ويجب أن نقف لهم، ولا نتأثر بهم قيد أنملة، بل ننظرإليهم نظرة شفقة ونحن نرى مصر تكبر حولنا فى كل المجالات، ويعترف العالم شرقا وغربا بمكانتها اقتصاديا، وسياسيا، واجتماعيا، فدعونا من التشاؤم، ولنتطلع إلى العام الجديد بالتفاؤل.. وكل عام أنتم بخير.
لمزيد من مقالات أسامة سرايا رابط دائم: