رغم ما يحدث فى منطقتنا يظل الأسبوع الأخير من العام الميلادى مدعاة للسعادة، والسرور، فإخواننا المسيحيون يحتفلون بذكرى ميلاد السيد المسيح، والجميع يحتفل بالعام الجديد، والعالم يشهد على هذا الحراك البهيج، مسرورا بهذا المهرجان الكونى، دستور الرحمة، «أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلُّوا لأجل الذين يسيئون إليكم»، وهى وثيقة للسكينة والتعايش السلمى، فـ«طوبى لصانعى السلام»، حيث التسامح وصية أساسية فى المسيحية، ورَدُّ الشر بالخير أسمى معانى التسامح، مصرالمسيح، ومُحمد..وحين أطلَّ نور السماء على الأرض.. هنا فى «بيت العائلة» النموذج المصرى الفريد للتعايش المشترك.. «الأخوة الإنسانية»، ووثيقة الفاتيكان والأزهر لتعايش البشرية، فإن كلنا يفهم بالفطرة أن الله خلق البشر كى يتعارفوا، ويتعايشوا بالمعروف، وفى مصر تلك الأرض الطيبة التى باركها الله، ومنّ عليها بالأمن والأمان، وكتب لأهلها الرباط إلى يوم الدين، وقال عنها فى كتابه الكريم فى سورة يوسف «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، وتم ذكرها فى القرآن الكريم فى 24 موضعا، 5 منها بلفظ صريح، و19 دلت عليها القرائن والتفاسير.
إن مصر فى الكتاب المقدس (الإنجيل) ذُكرت فى كثير من الآيات، وبلغ عدد هذه الآيات 697 آية، منها 670 آية فى العهد القديم والأسفار القانونية الثانية، و27 آية فى العهد الجديد، كما تحدثت الأحاديث النبوية الشريفة عن فضل مصر وأهلها، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن أهل مصر: «فَاسْتَوْصُوا بِهِم خَيْرًا، فَإنَّهُم قُوَّةٌ لَكُم ، وَبَلَاغٌ إِلَى عَدُوِّكُم بِإِذْنِ الله»، كما كانت مصر فى استقبال الأسرة المقدسة، حتى يعود المسيح عليه السلام إلى فلسطين، لتبدأ مسيرة حافلة يمثل هو فيها، وتلاميذه، والمؤمنون طرفًا، ويمثل الكهنة والفريسيون اليهود، والسلطة الرومانية طرفًا آخر، وكلما مضت دعوته، واتسع مجالها ازداد حقد الطرف الآخر، وهى مسيرة فيها من المعجزات والنبوءات، وأيضًا من المنطق المفحم، ومن الحسم ما يجعل المرء يتأمل مرارا بغير توقف، ليعرف أن المعاناة، والسعى، والصراع كأس يشرب منها كل المؤمنين، حتى كلمة الله وروح منه، فتهنئة من القلب لشعب مصر بعيد الميلاد المجيد، وتحية لكنيستنا الوطنية.
لمزيد من مقالات أسامة سرايا رابط دائم: