كان زلزال تغيير الحكم فى سوريا خلال الشهر الأخير من عام 2024 (بعد 54 عاما) مخيفا، وكبيرا، ومؤثرا على مستقبل السوريين أنفسهم، ومنطقة الشرق الأوسط كذلك، وإذا كنا نتفق مع كل شركائنا الإقليميين، خاصة الأتراك والإيرانيين، الذين يصرحون ليلا ونهارا بأنهم يتطلعون إلى مساعدة سوريا المنهكة من الحرب الأهلية الطويلة (14 عاما)، والحكم الاستبدادى الذى استغرق أكثر من نصف قرن، أو عدم التدخل فى الشئون الداخلية للسوريين ليكونوا أفضل من الإسرائيليين الذين مارسوا عليهم العدوان، والاعتداء، فمن المهم أن يكون هناك توافق ما بين التصريحات، والأفعال، والتحركات على الأرض. ففى الوقت الذى يصرح فيه البعض بضرورة مساعدة سوريا فى الأعمار والبناء نراهم يتحدثون عن الحرب، وتلك لغة لا يريد العرب والسوريون أن يسمعوها، ونحن نريد، ونعتقد أنه من الضرورى أن تتفاهم كل الأعراق، والطوائف السورية على التعامل بأسس المساواة، واحترام القانون، والمواطنة بينها للحفاظ على وحدة سوريا، ونعتقد أن شركاءنا الإقليميين سيكونون جديرين بذلك لو اتفقت أقوالهم مع أفعالهم، ولا ينتهزون الأوضاع السورية الصعبة، والحرجة، والدقيقة للإجهاز على ما تبقى من سوريا المستقبلية، كما يحدث من الإسرائيليين الذين تملؤهم المخاوف من المستقبل السوري، ويحاولون استغلال الفراغ الحادث هناك، وإذا كنا نتصور أن المعركة ستكون مع الإسرائيليين فقط، فإننا مخطئون تماما لأن هناك معركة أخرى تتحرك فى شرق المتوسط تريد أن تضع يدها على ثروة سوريا النفطية، ونريد أن نقول لكل الشركاء الإقليميين إن سوريا للسوريين، وليست غنيمة يريد كل طرف إقليمى أن يضع يده على جزء من كعكتها، لأن هناك قانونا دوليا، ونظاما إقليميا يحكمها، وسوريا لها أشقاء عرب سوف يعملون معها لحمايتها من التسلط، وقد بدت بوادر ذلك بالخطط التى ظهرت من البعض للسيطرة على مناطق حوض الشام، وشرق المتوسط، وهى مناطق إستراتيجية تُغذى الأسواق الأوروبية بالطاقة، وقد أشارت الدراسات البترولية إلى أنها غنية بالغاز الطبيعي، ويقولون عنها إنها كنز بترولي، ويجب احترام حقوق السوريين، وإعطاؤهم الفرصة لبناء دولتهم، وليس اغتنام المرحلة الراهنة بالتعدى من أى طرف على حقوقهم سواء فى البحر أو البر.
لمزيد من مقالات أسامة سرايا رابط دائم: