رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلام ثابت
التواصل الاجتماعى الذكى

توصيف لافت وذكى لمنصات التواصل الاجتماعى أورده الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، خلال لقائه الهيئة الوطنية للصحافة.. وقد قسم مستخدمى منصات التواصل الاجتماعى إلى عدة فئات، أسماها: «السائح، والنائح، والسابح، والرابح، والناصح».

وفسرها على النحو التالى: السائح هو من يستخدم منصات التواصل بهدف محدد، مثل البحث عن معلومة أو موضوع معين.. أما النائح، فهو معتنق أفكارا معينة أو له غاية محددة يسعى من خلالها إلى ترويج اتجاهه الفكرى أو السياسى أو الدينى، ويهدف إلى جذب جمهور أوسع لتبنى أفكاره وتوجهاته. فى حين أن السابح هو المدمن على استخدام منصات التواصل الاجتماعى، حيث أصبح مرتبطًا بها إلى درجة أنها تحقق له المتعة أو الإحساس بالتحقق، ويعيش فى خيالاتها.

أما الرابح، فهو الذى يسعى إلى تحقيق مكسب من خلال منصات التواصل، سواء عبر ترويج سلعة أو قناة أو أى هدف تجارى آخر. وأخيرًا، هناك الناصح، الذى يهدف إلى تقديم خدمة عامة للمجتمع، من خلال تقديم ما يراه مناسبًا لتطوير الناس، أو تصحيح أخطاء شائعة، أو الحد من سلوكيات غير مرغوبة.

مع ذلك، أشار الدكتور أسامة إلى المزايا والمخاطر التى تشكلها تلك المنصات. فمن جهة، هناك من يستخدمها لاستهداف المجتمع والدولة، من خلال بث السموم والفتن وزعزعة الثقة ونشر الشائعات المغرضة. ومن جهة أخرى، هناك الكثير من الفوائد التى تقدمها، مثل سرعة تداول المعلومات والحصول عليها، والتفاعل المباشر مع جمهور واسع، مما يمكن أن يحقق فوائد عظيمة إذا أُحسن استخدامها.

وخلال الندوة التى شهدت نقاشًا جادًا ومفيدًا حول الإعلام ودوره، ركز الدكتور أسامة الأزهرى على ضرورة الاهتمام بمنصات التواصل الاجتماعى، لكونها أداة جديدة وواسعة الاستخدام، ونوعًا من الصحافة المتجددة. وأشار إلى أن الجماعات المتطرفة تستخدم هذه المنصات بكثرة، حيث أصبحت واجهتها الإعلامية، وتخصص جهازًا كاملاً لترويج أفكارها، مما يستلزم الحذر والانتباه والتصدى لهذه الأنشطة.

وفى سياق حديثه، أعطى نموذجًا لنشر أفكار هذه الجماعات المتطرفة، موضحًا أن كتابًا بعنوان «إدارة التوحش»، منسوبًا لأحد قادة جماعة داعش الإرهابية المعروف باسم «أبو مصعب السورى» (وقد يكون له اسم آخر)، يُعدّ من أخطر ما يتم تداوله فى هذا الشأن. وأشار إلى أن هذا الكتاب الخطير يقدم وصفًا لطريقة بناء تنظيم إرهابى، وكيفية تربية الإرهابيين وتحويلهم إلى أدوات وحشية، مع تقديم مبررات لهذه الأفعال المتطرفة. كما يسعى الكتاب إلى جذب الشباب إلى التنظيم لممارسة هذا النهج التوحشى. وأكد الدكتور الأزهرى أن هذا المحتوى يتم نشره على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعى، مع توفير إمكانية تنزيله مجانًا من مواقع عديدة، مما يجعل من الصعب على الرقابة منعه. بل إن محاولات المنع قد تُستخدم أحيانًا كوسيلة للترويج للكتاب وتلك الأفكار القاتلة.

وعن دور وزارة الأوقاف فى مواجهة التطرف والإرهاب، أوضح الدكتور الأزهرى أن الوزارة تعمل على تطوير موقعها الإلكترونى باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعى، بهدف مواكبة التقدم فى هذا المجال المهم. وأشار إلى أن الوزارة تسعى لإعداد محتوى جيد ومناسب يجيب عن تساؤلات الناس فى مختلف المجالات. كما دعا إلى التعاون لإنجاح هذا الموقع المتطور، مؤكدًا أهمية تضافر الجهود من أجل تطوير مصر، والدفاع عن الوطن، وتحصينه ضد كل المخاطر.

وفى ختام حديثه، شدد على أن الغاية واحدة ونبيلة، وتستحق أن نبذل كل جهد لتحقيقها.


لمزيد من مقالات عــــلاء ثــابت

رابط دائم: