أمنية تطارد الأذهان كلما فكرنا فى بعض مناطق الصراع بمنطقتنا.. صرخة عتاب يطلقها أهلنا فى غزة والسودان.. وغيرهما، فرغم كل ما حدث، ويحدث لهم، فإنهم يأملون فى أن يصبح العالم أفضل.
لقد رأينا بأم أعيننا دمارا ربما لم نره من قبل، فقد أتت الحروب على الأخضر واليابس، وشاهدنا النازحين يعانون التهجير والجوع فى آنٍ واحد، وسمعنا شعوبا ليس لها إلا أمل واحد، فلسان حالهم يقول: «نحن ننتظر بفارغ الصبر وقفا لإطلاق النار يعطينا الفرصة لنعيش بلا خوف»، فهم لا يحتاجون إلى الماء، والطعام، والدواء فحسب، بل الحماية، والأمن كذلك، ويرغبون فى أن يبنوا حياتهم مرة أخرى على أساس متين، فإذا وجهنا أنظارنا إلى غزة، فسنجد أن أكثر من 25 ألف شخص قد أصيبوا بإصابات ستغير مجرى حياتهم إلى الأبد، من بينهم 15600 يحتاجون إلى إجلاء طبى عاجل، حيث لم يخرج حتى الآن سوى 5230 شخصا، من بينهم، وما يقرب من نصف هؤلاء، مرضى سرطان و40% من بينهم تعرضوا لإصابات فى أثناء الحرب، وثمة 200 شخص يعانون أمراض الكلى، ومنذ إغلاق الاحتلال الإسرائيلى معبر رفح الحدودى فى مايو الماضى، فقد تم إجلاء 359 مريضا فقط، كما أن اليمن دُمرت به حياة 18 مليون شخص لسوء التغذية، أو انعدام الغذاء، والنزوح، ناهيك عن أكثر من 5 ملايين طفل دون سن الخامسة، و2.7 مليون امرأة حامل ومرضع يحتاجون إلى دعم غذائى عاجل، ويقع نحو 2.4 مليون طفل تحت خط الفقر، مما يعرضهم بشدة لخطر المرض أو الوفاة.
أما فى السودان فهناك ما هو أشد وطأة، حيث الصراع الدائر هناك ألقى بظلاله على أكثر من 25.6 مليون شخص يخيم عليهم شبح الجوع، ويذوقون مرارة النزوح، ويكفينا أن نعلم أن عدد النازحين بلغ أكثر من 14 مليون شخص، وازداد العنف القائم على النوع الاجتماعى زيادة مثيرة للقلق منذ بدء الصراع، ومازال وضع النساء والأطفال الذين يواجهون كبرى العقبات فى الحصول على الغذاء، والمأوى، والرعاية الصحية يزداد سوءا بعد سوء، أما فى سوريا الحبيبة فهى فى مفترق طرق، والمهاجرين والنازحين نصف السكان، وفى الداخل الجميع داخل خط الفقر المدقع، هذا هو الواقع الذى تعيشه منطقتنا بين عام ينتهى وآخر قادم، فهل تتحقق آمال شعوبنا فى عالم وغدٍ أفضل؟!
لمزيد من مقالات أسامة سرايا رابط دائم: