مجزرة الأطفال التى شهدها قطاع غزة فى الأيام الأخيرة من العام الحالى، والتى كان عنوانها «أطفال فى أسرة واحدة» هزت بابا الفاتيكان (فرنسيس) فى عظة عيد الميلاد، وسوف يظل عالقا فى أذهاننا كل أبناء منطقتنا عظة الحبر الأعظم بابا الفاتيكان فى عيد الميلاد، فقد جعلنا خلالها نعيش أحداث أكثر من عام يمر على أهل غزة، وأطفالهم، وحياتهم، فقد وصف الإسرائيليين بالوحشية، وأن ما يحدث ليس حربا، بل مجزرة إنسانية، حيث يُقتلون، ويُدمرون. لقد صرخ البابا فى عظته: «هذه ليست حربا.. هذه وحشية، وبربرية.. يا لها من قسوة، ووحشية لمن تجردوا من كل الآدمية»، فما تعرض له الأطفال من قصف مدارسهم، والمستشفيات شخصه البابا فرنسيس بـ« يا لها من قسوة.. متى تنتهى». لقد عبر القديس عما يجيش فى وجدانه، وما يمس قلبه، وأنه طلب من بطريرك القدس أن يذهب إلى غزة، لكن الإسرائيليين رفضوا، وواصلوا قتل الأطفال، وإبادة مدارسهم، ومستشفياتهم، وقد كنت أتوقع أن تبادر إسرائيل، وتعتذر عن هذه الجريمة البشعة ضد الإنسانية، التى ضبطت متلبسة بها، وشاهدها العالم، وفى مقدمتهم بابا الفاتيكان، الذى يتكلم باسم مليار ونصف المليار، وأن يخجل الإسرائيليون، ويأسفوا لكى ينفوا عن أنفسهم أنهم سفاحون، وقتلة، كما وصفهم البابا فرنسيس، فإذا بهم، بكل صفاقة، وتبجح، يصفونه بازدواجية المعايير، ويثبتون الجريمة، وقتل الأطفال، وهى جريمة إبادة ضد الفلسطينيين لا تسقط بالتقادم.
أعتقد أن عظة عيد الميلاد 2025 للفاتيكان تضع قائمة اتهام ضد قتلة الأطفال فى فلسطين أو غزة بوضوح، وهذه الصراعات الوحشية، كما وصفها البابا، ليست الأولى له، فقد سبق فى نوفمبر الماضى أن وصفها بأنها «غطرسة الغزاة»، فقد وجد أن ما يحدث فى هذه الحرب لا يمكن السكوت عنه، ووصفه بدقة وإنسانية بالغة، وأخيرا، فإن ما ترجمه بابا الفاتيكان فى عظة عيد الميلاد 2025 علينا الذهاب به إلى المحكمة الجنائية الدولية، ولنطلب للبابا فرنسيس جائزة «نوبل» للسلام، فقد ترجم الوحشية الإسرائيلية ونقلها للعالم بكلمات، ولغة بسيطة، ولكنها وصلت للدنيا كلها، ووضعت إسرائيل، وقادتها، ورئيس الوزراء نيتانياهو فى قفص الاتهام بالجرائم المشينة ضد الإنسانية، والوجود.
لمزيد من مقالات أسامة سرايا رابط دائم: