رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

حكاية فكرة
القويسنى.. الدبلوماسى والصحفى!

فجعنا الرحيل المفاجئ لزميلنا العزيز جدا الدبلوماسى، والصحفى الخلوق، والمتفانى، والطيب المحب لوطنه، ومهنته السفير أحمد القويسنى (أغسطس 1952- ديسمبر 2024)، وبعيدا عن علاقتنا الشخصية الممتدة معا منذ بداية السبعينيات من القرن الماضى (نصف قرن تماما)، فالعام المقبل 2025 بعد أيام قلائل يمر 50 عاما على تخرج هذه الدفعة عندما دخلنا الجامعة ومعهد الإعلام معا فى بداية السبعينيات، وتخرجنا معا فى كلية الإعلام 1975، الدفعة التى أُطلق عليها اسم مؤسسها (جلال الدين الحمامصى)، وأطلق عليها زملاؤنا الإعلاميون «دفعة الأساتذة». لقد كان القويسنى مختلفا، ومميزا للغاية بيننا، فقد ذهب أولا إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط، وعمل صحفيا عامين، ثم فوجئنا بتغيير مساره، وتركه المهنة التى عشقها، ولم ينسها، والتحق بالسلك الدبلوماسى ليصبح سفيرا مرموقا، فقد مثل مصر فى المناطق الصعبة، والحساسة، وأصبح من أصحاب الخبرات المتفردة التى ليس من السهل اكتسابها، حيث تنقل بين عواصم دول عديدة (أستراليا، وتايلاند، وإندونيسيا)، كما أصبح ممثلا لمصر لدى منظمه «الآسيان» (جنوب شرق آسيا)، ثم عاد لديوان الخارجية ليتولى منصب مساعد الوزير لشئون المصريين بالخارج، وكعادة القويسنى فى كل أعماله لم يكن تقليديا، فهو يعمل بعمق، وفهم، وبلا كلل أو تخاذل، فقد كان يطمع ليؤسس صندوقا، أو هيئة متخصصة، تمسك بملف المصريين بالخارج، لتكون ذراعا لوزارته فى هذه المهمة الصعبة لرعاية أبنائنا فى الخارج، فهو يعرف أهميتهم للاقتصاد، ولا يتجاهل، بإنسانيته المفرطة، أهمية رعايتهم. لقد شكل الرحيل المفاجئ، والحادثى معا ألما لنا جميعا، ولكننا نتذكرك باستمرار، لأنك من الموهوبين المؤثرين لخمسة عقود فى تاريخ بلدنا، فقد كنت ممثلا لدفعتك الأولى فى الخارجية، ونعتز بك دبلوماسيا، وصحفيا، وإعلاميا، وأثبت أن خريجى كليتنا (الإعلام) يبدعون، وقد رحل منا كثيرون بسبب «كورونا». نتذكر عاصم القرش (صحافة الأهرام)، ومحمود صلاح (صحافة الأخبار)، ومحمود علم الدين (نجم الجامعة)، لذلك أتطلع من كليتنا الغالية (بمناسبة مرور 50 عاما على تخرجنا) أن تكرم خريجى الدفعة الأولى، خاصة الراحلين منها.. رحم الله أحمد القويسنى، وعزاؤنا لكل أسرة الخارجية المصرية.


لمزيد من مقالات أسامة سرايا

رابط دائم: