انشغلنا فى القاهرة بمعرض «تراثنا» الذى بدأت فعالياته فى الثانى عشر من الشهر الحالى وانتهت أمس، واجتمعت خلاله محافظات مصر لتقدم لجمهورها حصاد الإبداع المصرى، حيث لم يكن معرضا فقط، أو مشهدا اقتصاديا، ولكنه كان ثقافيا، لأن بلدنا ثرى بالنشاطات، والملتقيات، والمعارض التى تحمل مضامين ثقافية، وفنية، وجمالية، وتسهم فى دعم الأسر المصرية، وتوفر فرص عمل، والاستفادة من تجارب مختلفة، فنجد ملتقيات متنوعة للحرف، والرسم، والنحت.. وكل الفنون الأخرى. معرض «تراثنا» اجتمع فيه المشاركون بحالة حب، وجمال ليعبروا عما بداخلهم فى هذا الملتقى الناجح الذى يحمل دلالات ثقافية، وتاريخية، وقد تنوعت أعمالهم لتشكل حالة فنية متناسقة، ومتناغمة مع مكان، وتاريخ حضارة مصرية باقية منذ أن قدمت للعالم الأبجدية الأولى للعمل، والعلم، والفن أيضا، حيث الصناعات الحرفية اليدوية المصرية تتناقلها الأسواق العالمية، ولها تقديرها فى كل الدول، لذلك كان للحرف اليدوية التراثية اهتمام خاص من قبل الدولة، فهى ثروة للاقتصاد كانت منسية، وتم بعثها من جديد، فالحفاظ على التراث الحرفى واجب تضعه الدولة على عاتقها، ولذلك تقيم العديد من المعارض التى يتم التسويق خلالها للمنتجات الحرفية، وفى مقدمتها معرض «تراثنا» الذى حرصت على زيارته، والاقتناء منه لى، ولأسرتى، بل إننى أحتفظ بمنتجاته لأهديها لزملائى، وأهلى تشجيعا لهذه الصناعة، بل هذا الفن الخلّاق، فكل التحية للنسخة السادسة منه، ولكل من يهتم به من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة، والذى ضم هذا العام 1500 عارض من مصر، ومحافظاتها المختلفة، والدول الأجنبية التى حرصت على مشاركتنا فى هذا الحدث الاقتصادى، والثقافى المهم. لقد ظهر جيل جديد يحمى هذه الصناعة التراثية من التدفق التكنولوجى المحيط به، ليؤكد أهمية تربية أولادنا على حب تراثهم، وهويتهم بقيمها النبيلة، من حب، وولاء، وانتماء، معترفين بأهمية الحرف اليدوية الثقافية، فهى ليست مجرد مهن تقليدية، بل كنوز حية، وانتماء قوى لتاريخنا، وحضارتنا، كما تجعلنا جميعا منتجين، ومؤثرين، حتى الأسر الصغيرة، وأصحاب القدرات الخاصة الكل يصنع، وينتج، ويسهم فى خلق، والحفاظ على الهوية، ومنتجاتنا الأصيلة، فشكرا «تراثنا» والقائمين عليه.
لمزيد من مقالات أسامة سرايا رابط دائم: