رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

كلام ثابت
ثلاثون عاما من التميز

ثلاثون عامًا من التميز مضت على جريدة الأهرام إبدو، استطاعت خلالها أن تقدم نموذجًا للصحافة المتفوقة مهنيًا، وأصبحت منذ ميلادها فى عام 1994 منارة تنشر التنوير، قادرة على التشويق والمتابعة الجادة والدقيقة للأحداث، ليس فقط لكل الناطقين بالفرنسية فى مصر، بل أيضًا إحدى الدوريات التى يحرص على متابعتها كل باحث عن الفهم العميق والشامل للأحداث. تحظى بالمصداقية والاحترام من مختلف المتابعين فى مصر وخارجها، بفضل فريق عمل تشعر بأنه أسرة حقيقية.

لهذا، كنت حريصًا دائمًا على التوجه إلى مقرها لأشعر بدفء علاقات فريق العمل، ودأبه وجديته، وإلمامه الواسع. كنت أشعر سريعًا بأننى أصبحت جزءًا من هذا الفريق، بل تمنيت دائمًا أن أكون قريبًا منه، أشاركه متابعاته، وأتعرف على آرائه فيما يجرى من أحداث سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وفنية. كانت المناقشات معهم ممتعة بالفعل، مثلما هى جريدة الأهرام إبدو، التى تجدها جذابة وجادة فى آنٍ واحد، عميقة وسلسة، جريئة وموضوعية.

إنها مفخرة أن تكون مطبوعة مصرية بهذا المستوى العالمى تصدر من هنا. أتعجب من أنها حققت تلك المعادلات الصعبة فى وقت واحد، وبكل هذا اليسر والتلقائية. ولأن عام صدور الأهرام إبدو كان عامى الأول فى عضوية نقابة الصحفيين، أعتبر أن شهادتى ومولدنا فى عالم الصحافة يحملان نفس التاريخ. أفرح بما أصبحت عليه الجريدة، رغم كل ما مرت به الصحافة المصرية من تحديات وصعوبات، فقد حفرت لنفسها مكانة كبيرة منذ صدورها.

ولأننى كنت دائم التردد عليها، فقد جمعتنى صداقة قوية مع رؤساء تحريرها، خاصة مع فؤاد منصور، رئيس تحريرها السابق، ورئيسة التحرير الرائعة الحالية نيفين كامل، التى تتمتع بالحيوية والقدرة الخاصة على إضفاء روح الأسرة بين فريق العمل. إنها منفتحة على كل الآراء وكل جديد، وتشعر أنها تنبع من عمق وجذور الشعب المصرى، مع ثقافة فرنسية رفيعة، وإلمام وتسامح وانفتاح عالمى. أفرح بأن مؤسسة الأهرام أنبتت تلك المواهب الجميلة، ولا يمكن نسيان فضل الراحل إبراهيم نافع فى إطلاق باقة من المطبوعات المهمة، منها الأهرام إبدو.

وعندما كنت رئيسًا لتحرير الأهرام اليومى، كنت دائمًا أطلب الاطلاع على ما كتبته الأهرام إبدو فى أكثر من موضوع. فالجريدة دائمًا غنية، وتتابع كل الأحداث المهمة، وتعد مرجعًا مهمًا لكل صحفى ومثقف، لما تتمتع به من ثراء فى المعلومات، ودقة فى الخبر، وتنوع مشوق فى مختلف مجالات الحياة.

هكذا كانت الأهرام إبدو طوال ثلاثين عامًا، أثرت فيها الحياة الثقافية والسياسية بقصصها الصحفية الممتعة، لتظل دوما رافدًا للتنوير. وكان إطلاق موقعها الإلكترونى المتميز خطوة مهمة وكبيرة لتوسيع نطاق قرائها، ومواكبة كل ما هو جديد ومفيد.

إن احتفالنا بدخول جريدة الأهرام إبدو العقد الرابع من حياتها الصحفية يؤكد أنها تواصل مسيرة التميز، وأن الصحافة المصرية قادرة على أن يكون لها دورها المؤثر فى تشكيل الوعى والوجدان. فهنيئًا للأهرام إبدو باستمراريتها الخلاقة، وبما أحرزته من نجاح حافظت عليه طوال هذا العمر، وبقدرتها على الاستمرارية بكل حيوية وانفتاح وتميز.


لمزيد من مقالات عــــلاء ثــابت

رابط دائم: