يعرف العلماء الشغف بأنه شعور بالحماس والسعادة عند القيام بعمل أو نشاط ما، وهو أيضا القوة الداخلية التى تدفعنا للقيام بالعمل ونحن متحمسون له بل ومتميزون فيه، إنه ليس مجرد شعور بالحماس فقط ولكنه باعث على الإلهام العميق، هذا المعنى تجلى واضحا فى تفسير الشغف حسبما ورد فى القرآن الكريم بسورة يوسف فى قوله تعالى «قد شغفها حبا» أى أنه قد تمكن من قلبها وسيطر على مشاعرها، هذه العاطفة الرهيبة من الشغف المتجدد قادرة على تغيير روح العمل وتجديد الحياة ففى هذه الايام تجد أشخاصا كثيرين يقولون لك لقد فقدنا الشغف وتملكنا الاحباط ربما بسبب الغلاء والضغوط الكثيرة والتوترات والحروب وغير ذلك من أحداث القتل والتدمير التى تجرى فى البلدان…لذلك فنحن فى أمس الحاجة لتجديد الشغف بالحياة والعمل من جديد وبث روح الامل فى أنفس المحيطين بنا وهنا أتذكر أن الشغف الصحفى كان أقوى محرك لتحقيق نجاحات صحفية واجتماعية وهذا الكلام أيضا كان ينطبق على الكثيرين فى معظم المجالات وكل التخصصات، فالشغف يكون غالبا الملهم الأول لكى نحقق نتائج غير متوقعة، وفى بلاط صاحبة الجلالة أيضا كان الشغف محركا أساسيًا وراء كشف الكثير من الحقائق والقضايا خاصة فيما يتعلق بوقائع الإهمال، كما أن الأشخاص الذين عاشوا بالشغف تجاوزوا ظروفا صعبة فى معظم مجالات الحياة، خاصة فى مواجهة المرض فمن لديه شغف بالحياة تكون قدراته أكبر على المواجهة والتحدى وكذلك فى مجال التعليم والبحث العلمى كان الشغف يقف الى جوار الأمل في إنجاز مهام علمية كبيرة وهكذا، وفى هذه الأيام ما أحوجنا لاستعادة الشغف وتجديده فى نفوسنا.
لمزيد من مقالات أحمد فرغلى رابط دائم: