تشكل القضية الفلسطينية أولوية مركزية فى أجندة السياسة الخارجية المصرية, ولم تغب لحظة واحدة عن تحركات السياسة المصرية, وفى ظل الهجمة الإسرائيلية غير المسبوقة على الشعب الفلسطينى والعدوان المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر من العام الماضى ومصر تمثل صمام أمان للقضية الفلسطينية وحائط صد أمام مخططات اليمين الدينى المتطرف الحاكم فى إسرائيل, فى تصفية القضية الفلسطينية, حيث أجهضت مصر مخططات التهجير القسرى للفلسطينيين. وتحركت الإستراتيجية المصرية على عدة مسارات متوازية ومتكاملة, أولها المسار الأمنى وفقه أولويات الدولة المصرية فى وقف نزيف الدم الفلسطينى حيث قدمت مصر المبادرات والاقتراحات المختلفة لوقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق لتبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين ودعمت كل التحركات فى هذا الاتجاه بالتعاون مع الشركاء فى قطر وأمريكا. وثانيها: المسار الإنسانى حيث تعد مصر الداعم الاساسى لتخفيف معاناة الفلسطينيين, فقد قدمت أكثر من 85% من المساعدات الإنسانية التى دخلت قطاع غزة وسخرت إمكانياتها لاستقبال المساعدات العربية والأجنبية عبر ميناء ومطار العريش. وثالثها: المسار السياسى حيث أعادت مصر القضية الفلسطينية إلى قلب الأجندة العالمية والعمل على تحقيق الحل السياسى الذى يفضى إلى السلام العادل والدائم عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية ووقف العدوان المستمر على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة والضفة الغربية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ضمن حل الدولتين, ونجحت الدبلوماسية المصرية فى تغيير الكثير من المواقف الدولية بما فيها الدول الأوروبية التى كانت متماهية مع الموقف الإسرائيلى واعترفت الكثير من دول العالم بالدولة الفلسطينية إضافة إلى التماهى مع المقاربة المصرية فى ضرورة الحل السياسى لهذا الصراع. ورابعها: المسار القانونى حيث تحركت مصر سواء عبر محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية لكشف جرائم الاحتلال ومحاكمة مرتكبى جرائم الحرب الإسرائيليين ضد الفلسطينيين. وخامسها, وبالتوازى تحركت مصر على مسار توحيد الصف الفلسطينى لمواجهة العدوان الإسرائيلي
وبالتالى الموقف المصرى ثابت وراسخ فى دعم الشعب الفلسطينى والحفاظ على ثوابته وحقوقه المشروعة ولا يمكن لأحد أن يزايد على الدور المصرى أو التشكيك فيه، فلولا الموقف المصرى لكانت القضية الفلسطينية فى مهب الريح.
لمزيد من مقالات رأى الأهرام رابط دائم: