كانت المدرسة بالنسبة للأجيال السابقة هى دار التربية ومنارة التنوير، وهى المكان الذى نتعلم فيه الكثير من القيم وعلوم الدين الى جانب المناهج الدراسية، ومن خلال المدرسة عرفنا مسابقات الوعى القومى وكنا نتردد على قصور الثقافة، ونمارس هواية كرة القدم حتى بعد انتهاء اليوم الدراسى، باختصار كانت المدرسة هى مركز القرار لإدارة حياتنا فى كل شىء وكانت أفكارنا تتشكل من كل الثقافات والخبرات نتعلمها من معلمينا الأفاضل بالمدرسة، وربما لا يصدق البعض أننا كنا نذهب لتلقى الدروس حبا فى المدرس والصحبة لانه لم يبخل علينا بأى معلومة فى أثناء اليوم الدراسى، ما أذكره الآن قليل من فيض كثير أسهم فى بناء الأجيال تلو الأجيال فى كل أنحاء البلاد من أقصى الجنوب الى أبعد الحدود شمالا وشرقا وغربا، وهو أيضا الذى أسهم فى تخريج نوابغ فى الطب والهندسة والعلوم والرياضيات وغيرها. أكتب هذا الكلام وأنا حزين بعد أن تلقيت مكالمة من شخصية مسئولة بالتربية والتعليم أبلغتنى بضبط تلاميذ بالصف الثانى الاعدادى يشربون السجائر. وقد اعتادوا على أخذ أموال الدروس من والديهم، وانفاقها فى هذه الأمور، وغيرها والمستغرب أن ذلك يحدث بعيدا عن عين الأسرة، فلا أحد يتابع أولاده، ولا أحد يشغله إذا كانوا ذهبوا الى سنتر الدروس، أم ذهبوا إلى مكان آخر، فلا الأسرة موجودة ولا المدرسة تقدم ما كنا نتلقاه فى الماضى، هل تدركون معنى أن يتم ضبط بعض التلاميذ بالمرحلة الاعدادية يشربون السجائر بالمدرسة، هذا جرس إنذار.
لمزيد من مقالات أحمد فرغلى رابط دائم: