ارتفعت أطوال الطرق فى مصر خلال السنوات العشر الماضية من 65 ألفًا و700 كيلومتر عام 2013 إلى 165 ألف كيلومتر العام الماضي، أى أكثر من الضعف. وقد رُصفت الطرق الجديدة بأفضل المواصفات العالمية، وتتميز بالاتساع المناسب للمستقبل، حيث خُصصت بعضُها لممرات شاحنات النقل الثقيلة، إضافة إلى جسور دوران للخلف لتجنب الحوادث، واستخدام أفضل مواد الرصف، مع ترك حرم للطرق يسمح بالتوسعات المستقبلية.
تُعد هذه الثروة القومية من الطرق مصدرًا للعديد من الفوائد، منها ربط التجمعات العمرانية، والقضاء على الاختناقات المرورية، والأهم أنها توسع من المساحة المأهولة وتخفف من الكثافة السكانية فى المناطق القديمة التى لم تعد تحتمل المزيد من المبانى والسكان. كما أن هذه الطرق الجديدة، بمواصفاتها المتميزة، تحد بشكل كبير من حوادث الطرق، وتحمى الأرواح والمركبات، وتقلل من استهلاكها نتيجة للطرق غير المطابقة للمواصفات.
ورغم ما لمسناه من طفرة كبيرة فى أطوال ومواصفات الطرق، يظل هناك تحدٍ جديد، وهو المحافظة على هذه الثروة وعدم تعريضها للإهمال أو التدمير. فهناك سلوكيات مدمرة يجب التخلص منها، ومنها تحميل الشاحنات بأكثر من الحمولة المسموح بها على بعض الطرق؛ فلكل طريق حدٌّ أقصى للحمولة، وعلى سائقى الشاحنات الالتزام بسلوك الطرق المناسبة لحمولاتهم حتى لا يحدث هبوط أو تدمير لطبقات الرصف. كما يجب عليهم أن يكونوا على مستوى المسئولية وألا يلجأوا للالتفاف على قواعد المرور، وأن تُرفع الغرامات على المخالفين، لنحافظ على هذه الثروة الوطنية الكبيرة.
لا يتوقف الأمر عند سائقى الشاحنات والمركبات الذين لا يراعون الحفاظ على سلامة الطرق، فهناك أيضًا سكان وأصحاب منازل يمرُّ بجوارها الطرق، يرتكبون مخالفات خطيرة، مثل إنشاء مطبّات أمام أو بالقرب من منازلهم. وغالبًا ما تكون هذه المطبّات غير مطابقة للمواصفات، ما يتسبب فى أضرار جسيمة للمركبات والطرق، بل وقد يؤدى إلى حوادث مرورية خطيرة، بدلًا من تحقيق هدفها المزعوم فى تقليل السرعة والحد من الحوادث. وقد رأيت بعض هذه المطبّات أُنشئت لتمرير مواسير مياه أو خطوط كهرباء، حيث يستخدم السكان الأسمنت لتغطية الأنابيب، دون إبلاغ أى جهة مسئولة.
يعد هذا السلوك الغريب نوعًا من الاستهتار الشديد بالطرق والمركبات على حد السواء. لذا، يجب تشديد العقوبات على مثل هذه السلوكيات الخطيرة، وإزالتها على الفور، وتحميل مرتكبيها تكاليف إصلاح الطريق، وعدم الاكتفاء بالغرامة فقط.
أتمنى أن تتعاون الأحياء ومجالس المدن والقرى فى حماية وصيانة الطرق، سواء كانت الشوارع الداخلية أو الطرق السريعة التى تمر عبر هذه الأحياء والمدن، وأن يتم تخصيص مركبة مخصصة لصيانة الطرق، مع تنظيم حملات توعية لمنع وضع الركام أو مخلفات البناء على جانبى الطرق. كذلك، يمكن التخلص من هذه المخلفات عبر الحى أو مجلس المدينة مقابل رسوم مناسبة.
يجب أن نتعاون جميعًا من أجل صيانة الطرق والحفاظ عليها من أى تعديات أو مخالفات، باعتبارها أحد المرافق المهمة التى نستفيد منها جميعًا يوميًا. فحمايتها تضمن لنا الأمان من الحوادث، وتساعد فى الحفاظ على مرافق بلدنا وثرواتها القومية.
لمزيد من مقالات عــــلاء ثــابت رابط دائم: