على العالم أن يستعد لاستقبال الرئيس الأمريكى القادم، وعلى العالم أن يستعد أيضا لاستقبال حزمة من الهدايا الأمريكية بهذه المناسبة!
الهدايا القادمة ثمينة ولا تقدر بمال، فالعطايا الأمريكية ستعيد الاستقرار والسكون (ولو إلى حين) فى بقاع العالم الساخنة وأولاها الشرق الأوسط. لا تندهش كثيرا بينما نحن نترقب الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأسبوع المقبل، أن تجد العالم وقد عاد فجأة إلى ما نطلق عليه فى الأجهزة الإلكترونية والتليفونات المحمولة، حالة (إعدادات المصنع) أو الهيئة الأولية لما ينبغى أن يكون عليه العالم، أمن واستقرار وحمام السلام ينطلق فى السماء. ولو كنت تعتبرنى واهما فعليك أن تتأمل موقف رئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو الذى يتقمص منذ أكثر من عام شخصية الابن العاق الذى لا يستمع لنصائح (كبيرة) بالكف عن الهمجية وسفك الدماء!
فجأة عاد نيتانياهو إلى رشده واستمع أخيرا إلى النصائح الأمريكية،فكان الرد الإسرائيلى الأخير على إيران محدودا بعيدا عن المنشآت النفطية والنووية، تجنبا لأى تصعيد خطير بالمنطقة يضع الرئيس الأمريكى القادم فى موقف حرج. فالأيام المتبقية على الانتخابات الأمريكية (صعبة) ولا تتحمل المزيد من التصعيد الذى يهدد مصالح واشنطن بالمنطقة،أو يستهدف جنودها، وهو أمر يضغط البيت الأبيض بقوة حاليا لتجنبه وتفادى مفاجآته، خشية رد فعل عنيف من جانب الناخب الأمريكي.
وإذا كانت مهمات السلام حول الشرق الأوسط التى قطعت آلاف الكيلومترات،وجولات المفاوضات والمؤتمرات المكبرة والمصغرة التى استغرقت مئات الساعات منذ عملية (طوفان الاقصي)، لم تسفر عن كبح جماح الآلة العسكرية الإسرائيلية المتعطشة للدماء والقتل، فعلينا الآن نسيان الماضى وترقب مفاجآت قادمة تصمت معها المدافع، لينفرد المشهد الانتخابى الأمريكى بصخبه!
لكن مع أمريكا يجب أن تتحسس عقلك وتسترجع التاريخ والمواقف، فصحيح أن الشرق الأوسط من أهم قضايا الاشتباك فى الانتخابات الأمريكية، بدليل حرص المرشحين الديمقراطى والجمهورى على كسب دعم الجالية العربية والإسلامية، إلا أنه لا ينبغى إغفال أن واشنطن تتحرك فى المنطقة وفق حسابات منضبطة، فلا يمكن تصور فرض تسوية دائمة قريبا، فالرئيس الأمريكى القادم سيتعامل مع واقع سياسى وأمنى لا يزال يتشكل، وأمن إسرائيل يستحق التمهل!
[email protected]لمزيد من مقالات شريف عابدين رابط دائم: