رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

جولة جديدة لبلينكن بالمنطقة

للمرة الحادية عشرة، يأتى وزير الخارجية الأمريكية، أنتونى بلينكن إلى المنطقة، فى زيارة تستغرق أسبوعا، ويرى العديد من المحللين أن جولة بلينكن هذه المرة هى الأهم، لثلاثة أسباب، أولها أنها تجيء قبل الانتخابات الرئاسية فى بلاده بعدة أيام، ونعرف جميعا أن الشرق الأوسط وقضاياه على رأس موضوعات الحملات الانتخابية والمنافسة بين المرشحين الاثنين، ترامب وكامالا هاريس.

والسبب الثانى، هو خوف الإدارة الأمريكية من اتساع نطاق المواجهات الدائرة حاليا فى غزة وجنوب لبنان إلى حرب شاملة، تؤدى إلى خسارة الغرب لكثير من مصالحه بالمنطقة، خاصة إمدادات النفط والغاز. وأما السبب الثالث، فهو محاولة احتواء برميل البارود المتفجر، المتمثل فى تهديدات إسرائيل بتوجيه ضربة انتقامية لإيران، ردا على الهجمات الصاروخية الإيرانية على تل أبيب قبل أسابيع.

وكان الرئيس الأمريكى جو بايدن قد أعلن فى الأسبوع الماضى، أن بلينكن سيزور المنطقة، مما جعل المحللين يؤكدون أنه أتى لمناقشة بدء محادثات جديدة تتعلق بوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لتخفيف حدة معاناة أهالينا فى غزة، ويتساءل الخبراء عما إذا كان بلينكن سينجح بالفعل فى تحقيق هذا الهدف، بينما نرى التعنت الإسرائيلى يتزايد يوما بعد يوم؟. وللإجابة عن السؤال، فإن الخبراء أنفسهم يؤكدون أنه لن يحدث أى اختراق للأوضاع القائمة حاليا، وسيتجمد الوضع إلى حين ظهور نتائج الانتخابات فى واشنطن، ومعرفة الساكن الجديد للبيت الأبيض، وبطبيعة الحال، فإن العواصم العربية التى سيزورها بلينكن، بما فيها القاهرة، سوف تعيد على مسامع وزير الخارجية الأمريكية تكرار الموقف العربى الثابت، وهو أنه لا إيقاف للتوتر الراهن إلا بالتوصل إلى حل جذرى، يقوم على وقف النار فورا من جانب إسرائيل، وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة بأسرع وقت ممكن، مع إطلاق سراح الرهائن، وذلك كله تمهيدا لبدء مباحثات جادة تقوم على حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وبدون ذلك السيناريو سوف تتواصل إراقة الدماء، وسيمتد حبل الكراهية إلى نتائج لا يعرف عاقبتها إلا الله سبحانه، وستكون إسرائيل نفسها أول الخاسرين.

والحقيقة أن بلينكن لا يملك أوراق ضغط حقيقية على إسرائيل، ومع ذلك فإن الآمال معقودة على بدء تغيير هذا الموقف الأمريكى المساند لإسرائيل على طول الخط، وطبعا لن يحدث هذا التغيير مادامت فرص نجاح المرشح الرئاسى الأمريكى متوقفة على الدعم الذى يقدمه اللوبى اليهودى لهذا المرشح أو ذاك، ومن هنا يبقى الأمل معقودا على قوة ضغط العواصم العربية، التى سيحل بلينكن ضيفا عليها خلال جولته، فهل تملك هذه العواصم مقدرة فعلية على الضغط على الإدارة فى البيت الأبيض لتخفيف هذا الانسياق التام للتصلب والعناد من جانب قادة إسرائيل؟. لننتظر إذن نتائج جولة بلينكن الحادية عشرة بالمنطقة.


لمزيد من مقالات رأى الأهرام

رابط دائم: