نقلت مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، فى قمة تجمع دول «بريكس»، التى أقيمت بمدينة قازان الروسية، العديد من الرسائل شديدة الأهمية، ليس للأعضاء الذين شاركوا فى القمة فقط، وإنما للمجتمع الدولى كله. ولعل الرسالة الأولى الواضحة جدا، هى إبراز مدى ما تتمتع به مصر من مكانة على المستوى العالمي. وقد انعكس ذلك فى حرص قادة المجموعة على الالتقاء بالرئيس السيسى للاستماع إلى الرؤية المصرية فى مختلف القضايا الدولية والإقليمية، خاصة فى ضوء التوترات الحالية الهائلة فى الشرق الأوسط، وبديهى أن مصر هى الأكثر إدراكا لأسرار وخبايا ما يحاك للمنطقة من مؤامرات وخطط وضعها أصحاب الأچندات الخاصة، الباحثون عن مصالحهم الأنانية على حساب دماء واستقرار شعوب المنطقة. والرسالة الثانية، هى مدى الثقة التى بات الاقتصاد المصرى يتمتع بها بين اقتصاديات العالم، وكما نعلم فإن دول مجموعة البريكس التسع تمثل نحو 40 % من سكان الكرة الأرضية، و30 %من مساحة العالم، فضلا عن حوالى 18 تريليون دولار كناتج محلى إجمالي. وباستخدام لغة المصالح، فإنه ما كانت دول المجموعة لتسعى لضم مصر إلى عضويتها إلا بعد تأكدها من قوة الاقتصاد المصري، الذى تتزايد عافيته يوما إثر يوم، بفضل عملية الإصلاح الاقتصادى الجذرية التى بدأت قبل عشر سنوات.
وأما الرسالة الثالثة من المشاركة المصرية، فهى ما قام به الرئيس السيسي، خلال لقاءاته العديدة، من إسماع زعماء وشعوب المجموعة، خطورة ما يجرى على يد إسرائيل، سواء فى قطاع غزة، أو بجنوب لبنان، على مجمل مصالح الدول الكبرى فى هذه المنطقة المهمة، وربما يكون من المفيد هنا التذكير بما أعلنه الرئيس الروسى بوتين، رئيس قمة البريكس الحالية، من تفهمه للرؤية المصرية لأحداث الشرق الأوسط، واتفاقه مع هذه الرؤية. وتبقى رسالة رابعة، هى أن مشاركة الرئيس السيسى فى قمة قازان وطدت العلاقات المصرية - الروسية، وكما قال الرئيس بوتين نفسه، فإن مصر هى الشريك القديم والموثوق لبلاده، وعلى الصعيد الاقتصادي، تشهد العلاقات تطورا غير مسبوق فى المجال التجارى والاستثماري، وتمثل مصر ثلث إجمالى حجم التجارة الروسية للقارة الإفريقية.
لمزيد من مقالات رأى الأهرام رابط دائم: