استخدم الفراعنة الكلاب فى المعارك ومن أشهرها فصيلة «السلوقى» التى كانت تستخدم فى اقتفاء الأثر، ومهاجمة الغزلان والثعالب، ومن قدر تقدير الأجداد لدور الكلاب، التى جاءت معظم فصائلها عن طريق التناسل مع ابن آوى، والذئب، والضبع،وتعظيما لدورها فى حماية المقابر الفرعونية، تحولت إلى رمز دينى أُطلق عليه اسم الإله «أنوبيس».
وبعد قرون طويلة جاء أحد أحفاد(أنوبيس) ليسدى لأحفاد الفراعنة (دون طلب منهم) خدمة هائلة للسياحة المصرية تساوى ملايين الدولارات، وربما تفوق عوائد خطط جذب سياحى وجولات ترويجية خارجية لوجهاتنا السياحية العريقة. كلب (بلدي) هزيل الجسم اعتاد مداعبة الطيور، ربما تعرض لاستفزاز من عصفور فقرر مطاردته بتسلق أحجار هرم خوفو، فى تحد لقوانين الجاذبية والضغط الجوي، مخترقا كل القوانين الطبيعية، ليجد نفسه فوق قمة من أعلى قمم العالم، وفى النهاية لم يمسك الكلب بهدفه الذى ربما استمتع بتلك المطاردة قبل أن يطير بعيدا، لكن المتعة الأكبر كانت لدى الملايين حول العالم الذين تابعوا تلك المطاردة باندهاش، وكانت السياحة المصرية على موعد قدرى مع حدث غير مخطط ستكون له عوائد مجزية إذا تم التعامل معه باحترافية.
فقد ألقت إلينا الأقدار بسائح يقود طائرته الشراعية فوق هرم خوفو، سجل بكاميرته الخاصة فيلما يصور رحلة صعود (حفيد أنوبيس) 455 قدما حتى بلوغه قمة الهرم ثم نزوله منها بسلاسة،وكأنه اعتاد تلك المطاردة للطيور، ليسجل الفيلم عند بثه على مواقع التواصل العالمية مشاهدات بالملايين تضمنت طلبات لالتقاط الصور مع الكلب(الأسطورة) وعروضا أخرى لشرائه !
ويظل السؤال عفويا: ما هو رد فعل هيئة تنشيط السياحة ومكاتب التمثيل السياحى على(ترند)الكلب الفرعونى الذى تصدر محركات البحث، واهتمت به الميديا وصفحات السياحة المتخصصة حول العالم؟ فقد بدأ الشهر الحالى الموسم الشتوى للسياحة الخارجية، وأضفت واقعة الكلب زخما على توقعات حركة السياحة الوافدة، حيث زاد حجم طلب منظمى الرحلات السياحية تضمين برامجهم زيارة الأهرامات، فربما يحالف السائحين الحظ فى التقاط الصور مع الكلب الأشهر فى العالم، وهى فرصة عظيمة لإعادة الجذب لمنطقة الأهرامات التى لا يزال بعض السائحين يشكون من تعرضهم فيها للاستغلال من بعض مقدمى الخدمات وهو ما يفسد زيارتهم.
[email protected]لمزيد من مقالات شريف عابدين رابط دائم: