رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

مصر و«بريكس» وحصاد السياسة الخارجية

تعكس مشاركة مصر فى قمة بريكس التى تنطلق اليوم فى روسيا العديد من الدلالات والرسائل المهمة:

أولا: قوة ومتانة الاقتصاد المصرى كأحد الاقتصادات الواعدة التى حققت معدلات نمو مرتفعة رغم التحديات الكثيرة التى واجهتها مصر خلال السنوات الماضية، وعلى رأسها وباء كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية والتوترات الجيوسياسية والصراعات المندلعة حاليا فى الشرق الأوسط, واستطاع الاقتصاد المصرى تجاوز كل تلك التحديات، لأنه ارتكز على أسس صلبة فى ظل نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى بشهادة المؤسسات الدولية، ولذلك فى إطار مواجهة التحديات والأزمات سارت مصر بالتوازى فى مسار التنمية والنهضة الشاملة.

ثانيا: انضمام مصر لتجمع بريكس منذ بداية هذا العام, يعكس التقدير الدولى الكبير لثقل مصر اقتصاديا وسياسيا ونجاحها فى تحقيق التنمية, ولاشك أن عضوية مصر فى بريكس ستتيح لها العديد من الفوائد والمكتسبات الاقتصادية والسياسية. فبريكس يعد من أقوى التجمعات الاقتصادية العالمية ويضم دولا مهمة مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل, وهو ما سيفتح آفاقا جديدة أمام السلع والمنتجات المصرية فى أسواق هذه الدول, إضافة إلى جذب الاستثمارات الخارجية من دول المجموعة فى ظل الفرص الاستثمارية الواعدة التى يتمتع بها الاقتصاد المصرى, خاصة فى المشروعات القومية العملاقة مثل محور التنمية فى قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة وغيرهما, إضافة إلى توطين التكنولوجيا والاستفادة من المزايا النسبية التى تتمتع بها اقتصادات دول المجموعة، خاصة فى مجالات التكنولوجيا والمشروعات الصغيرة ومشروعات ريادة الأعمال.

ثالثا: عضوية مصر فى بريكس تعكس رشادة السياسة الخارجية المصرية الفاعلة والنزيهة القائمة على سياسة الحياد الإيجابى وتنويع دوائر السياسة الخارجية، والانفتاح على كل الدول والتجمعات الاقتصادية بما يعظم المصالح المصرية فى إطار دبلوماسية التنمية، كما أنه يعزز من الدفاع عن القضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية حيث تشكل مصر صمام الأمان للشعب الفلسطينى ولحقوقه المشروعة.

رابعا: إن قمة بريكس الحالية من شأنها أن تسهم فى تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى بين دول المجموعة, فى العديد من المجالات، وعلى رأسها الطاقة المتجددة، والتوسع فى الاقتصاد الأخضر، وتعزيز المبادلات التجارية بالعملات المحلية، وتعزيز دور القطاع الخاص فى إطار السعى لتحقيق التنمية المستدامة.

وبالتالى إن مشاركة مصر فى قمة بريكس والفوائد التى ستجنيها من انضمامها لذلك التجمع المهم هو حصاد للسياسة الخارجية الرشيدة والفاعلة.


لمزيد من مقالات رأى الأهرام

رابط دائم: