رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

مصر والأمن الغذائى

قبل عدة أيام، احتفلت مصر، بيوم الغذاء العالمي، الذى يوافق 16 أكتوبر من كل عام، وكانت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) قد أعلنت الاحتفال بهذا اليوم فى 1980، وبهذه المناسبة، فإن كل أجهزة الحكومة أعلنت البدء فى جعل الأمن الغذائى هو الأولوية الأهم لكل أنشطتها، وليس خافيا على أحد أن ملف الأمن الغذائى هذا تتداخل فيه كل الوزارات والهيئات، وليس وزارات المجموعة الاقتصادية فقط، على اعتبار أن ضمان توفير الغذاء لكل مواطن هو مسألة أمن قومى بالأساس، ويعرف القاصى والدانى أن الحكومة أطلقت العديد من المشروعات والبرامج والمبادرات الهادفة إلى زيادة إنتاج الغذاء، مع ضمان الجودة والمواصفات العالمية للمواد الغذائية، ولأن الزراعة هى القطاع المعنى بتنمية الغذاء وزيادته، فإن الاهتمام بها لا يقتصر على المسئولين القائمين بالزراعة فقط، بل يمتد إلى الباحثين والجامعات ومراكز التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، سعيا لتحسين كفاءة العمليات الزراعية، ويمكن الحديث فى هذا الصدد عن الزراعة الذكية، والرى الذكي، والاستفادة من مياه الصرف الزراعي، وتحسين جودة المحاصيل، وخفض الفاقد من الماء.

ويعرف المهتمون بقضية الأمن الغذائى أن الرافد الأول لتوفير الغذاء للمصريين هو الزراعة، ولذلك وجه الرئيس السيسى، منذ توليه المسئولية، إلى ضرورة الاهتمام بقطاع الزراعة، وبالفعل تم توجيه دعم غير مسبوق للمزارعين لتشجيعهم على زيادة إنتاج محاصيل القمح والأرز والذرة والخضراوات وغيرها، والحقيقة أن الهدف من الاهتمام بالزراعة، والحفاظ على ثروتنا من الأرض الزراعية، ليس توفير الغذاء فقط، أو حتى التوجه للصادرات، وإنما هناك هدف أهم، هو أن نجعل الزراعة هى الجناح الثانى لتحقيق التنمية، وطبعا فإن الجناح الأول هو الصناعة الوطنية، وبديهى أن النشاط الزراعى يستوعب أكبر عدد من الأيدى العاملة، كما أنه النشاط الملائم لجذب النساء والشباب، لما يوفره من عائد سريع يساعدهم على تحقيق الحياة الكريمة.

وفى هذا السياق، بات معروفا للكافة أن سوء التغذية يعد أكثر مسببات إعاقة تنفيذ خطط التنمية، لأنه يؤثر على صحة الأطفال الذين هم الثروة البشرية لمستقبل أى أمة، وقد فطنت الدولة المصرية لهذا التأثير فسارعت إلى إطلاق مشروع تحسين الأمن الغذائى والتغذية فى مصر، بالتعاون مع منظمة الفاو، ويستهدف المشروع إيجاد البيئة الغذائية الآمنة، لتمكين النساء والأطفال والشباب من الحصول على الغذاء، وقد حرص المشروع على أن يكون تحقيق هذا الهدف من خلال تنمية المهارات، وليس الاستمرار فى تلقى المعونات، ويتم فى المشروع مساعدة المرأة والشاب على إقامة مشروعات متناهية الصغر، كتربية الدواجن والحيوانات بالمنزل، بهدف بيعها والاستفادة من الدخل المتحقق فى توفير التغذية لأفراد الأسرة، فضلا عن مساعدتهم فى إتمام التعليم والإنفاق على الرعاية الصحية.


لمزيد من مقالات رأى الأهرام

رابط دائم: