أهمية التنسيق المصرى الإيرانى

وسط الأحداث المتلاحقة، التى يشهدها الشرق الأوسط، هذه الأيام، لا يمكن تصور بقاء القوى الكبرى فى الإقليم منعزلة عن بعضها البعض، ولأن مصر وإيران قوتان كبرتان فى المنطقة، فإن من الحتمى، أن تتبادلا وجهات النظر، لكيفية التعامل مع التحديات المتلاحقة، خاصة أن العديد من الخبراء يشيرون إلى أن المنطقة باتت على شفا انفجار مرتقب، بسبب تصعيد إسرائيل الحرب مع الدول المحيطة بها.

فى هذا السياق، جاءت زيارة وزير الخارجية الإيرانى، عباس عراقجى، للقاهرة أمس، ومحادثاته مع نظيره المصرى، بدر عبدالعاطى، وبديهى التى تناولت سبل خفض التصعيد لتنجب مواجهات شاملة، تؤدى إلى الإضرار بالجميع، ولا شك فى أن النظرة المتعقلة للأمور تفرض البحث عن تهدئة عاجلة للعنف، سواء فى غزة، أو فى لبنان، أو فى الضفة، ومن المعروف أن أمن البحر الأحمر يمثل مطلبا إستراتيجيا لمصر وإيران، لأنه أساس تحقيق الأمن القومى للدولتين.

ولأن القضية الفلسطينية هى أساس، وبؤرة التوتر الكبرى فى الإقليم، فإن الموقفين، المصرى والإيرانى، يتفقان على ضرورة معالجة جذورها، وفى هذا السياق شدد الوزيران، ، على أنه لا بديل عن حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لأنه بدون ذلك فلا معنى للحديث عن أى وقف للتصعيد لإطفاء النيران المشتعلة.