رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

«حياة كريمة» لشعب كريم

وقبل أن يغادر الفريق «كامل الوزير» نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ، وزير الصناعة والنقل، منصة افتتاح «محطة بشتيل» الجديدة، لفته الرئيس السيسي: وماذا عن مشروع «حياة كريمة» يا كامل؟!

الافتتاح الكبير شغل الوزير، والوقت المخصص لم يسعفه لاستعراض الموقف التنموى الراهن لـ«حياة كريمة» مشروع لا تفيه حقه دقائق معدودة، كما قال الوزير كامل .

تحتاج إلى مراجعة «دفتر أحوال المحروسة» بإمعان لتقف على ثالوث موروث من مخلفات العصر الملكي، «الفقر، والجهل، والمرض»، ومراجعة الشعارات المرفوعة فى ميدان التحرير ما بين (يناير 2011 ويونيو 2013) لتقف على شعارات، عيش، حرية، عدالة اجتماعية.. وكرامة إنسانية، حاصل جمع هذه الشعارات، هو الحق فى «حياة كريمة».

من اختار عنوان المشروع، يدرك المعنى ، حياة كريمة وصفة مجربة تكافح الفقر والعوز والحرمان، تترجم حياة كريمة لملايين الطيبين الذين هد حيلهم الثالوث الخبيث .

«حياة كريمة» بطول وعرض البلاد، عنوان لأهم مشروع مصرى تشهده المحروسة، «مشروع القرن» دون مبالغة فى الوصف، تترجم مدارس ووحدات صحية، وطرق، وكباري، ووحدات خدمية، وفرص عمل فى محليتها، بيئتها الحاضنة.

عدالة اجتماعية فى خدمات لم تعرف طريقها إلى الطيبين فى العزب والنجوع والقرى ، من حق الطيبين أن يشربوا ماء نظيفا، يستنشقون هواء نقيا ، ويتحصل أبناؤهم ومن بعد أحفادهم على تعليم عصري، وعلاج مجاني، فى تأمين صحى تقوم عليه مستشفيات مكتملة الخدمات..

حياة كريمة، حق مستحق ، مبادرة رئاسية ملهمة تحمل عنوانا طيبا، وكريمة هى الحياة، المبادرة (المشروع) فى مرحلتها الأولى جرى تنفيذ 23 ألف مشروع بتكلفة بلغت 350 مليار جنيه حتى نهاية النصف الأول من عام 2023، مليارات من لحم الحي، من توليد اقتصاد يعاني، ولكنها حق مستحق للكرماء.

بامتداد طول وعرض البلاد، يعالج المشروع حزمة أمراض مجتمعية مزمنة وسارية ، فى 1477 قرية تقع فى 52 مركزا فى نطاق 20 محافظة بإجمالى 18 مليون مستفيد، الأرقام مشجعة، ومتفائلة، متوسط مُعدّل التنفيذ فى المرحلة الأولى 80.6%، كما بلغت قيمة المنصرف 227 مليار جنيه.

أولوية أولى ، وطن منشغل بـ«حياة كريمة»، تترجم فى الحق فى حياة إنسانيَّة، تجسيدا للحق فى حياة بعزة وكبرياء، وهذه من المقاصد الوطنية العليا، وهى مشتقة لغويا من المقاصد الشرعية، وهذا باب من الفقه لعل مجتهدين يتوافرون على تأصيله.

بين ظهرانينا ناس طيبة، تستحق كل الخير، خير مصر لشعبها، «حياة كريمة» تدخل قرى لم تر خدمة حكومية قبلا، وتخبط باب ناس بسطاء يترجون الله فى الستر، تنتشلهم من الفقر والعوز، توفر لهم متطلبات «حياة كريمة» فى وطن كريم.

ما يحدث فى مصر الآن، فى مشروعها العظيم، معجز بكل الحسابات الرقمية، فضلا عن المحتوى التنموى الواعد، أعظم مشروع نهضوى شهدته المحروسة منذ عقود، يد الدولة الطويلة تصل إلى قرى بطن الجبل، قرى خاصمتها التنمية طويلا، حان وقت رد الجميل للصابرين.

تجسيد حلم الرئيس السيسى المعنون «مصر قد الدنيا» على الأرض الطيبة، بهذه الإرادة السياسية، وبهذا الزخم الشعبي، والرغبة الوطنية الصادقة فى الارتقاء بالريف المنسى طويلا، وإتاحة الخدمات صحية وتعليمية ومجتمعية، كان حلما وأملا، هذا زمن تحقيق الأحلام المؤجلة.

حلم السيسى لأهله وناسه يؤجر عليه، كل طوبة فى جدار، وكل طريق يمهد، وكل خدمة تتاح، وكل مهد لمولود فى مستشفى نموذجي، وكل فرصة عمل، تترجم دعاء وثناء، دعوات من قلوب طيبة. وما نيل المطالب بالتمني، الدولة المصرية تقوم على عمل جبار، لا تقوى عليه كبريات الدول، تعوض حرمان قرن من الزمان فى عقد من الزمان، حياة كريمة معجزة تنموية تتحقق، تترجم إرادة رئاسية على وقتها .

هنا يصح حديث الأولويات، وحديث الأولويات يسرى وتدركه القلوب بلا عناء، يترجم واقعا معيشا، دون تنظير ولا تأطير، عنوان لمرحلة الأعمال الشاقة فى ربوع الوطن.

للأسف تسمع فى المنافى ما يزعج الطيبين، بون شاسع بين ما يجرى من إعمار على أرض المحروسة، وبين ما يجرى فى الفضاء الإلكترونى من تشويش يترجم تحبيط وتثبيط همم، بين استثمار فى البشر، وبين إحباط للبشر، بين شغيلة فى شغل، وبين منظرين فى شغل عما يجرى فى عزبة نائية فى كفر محروم، فى قرية طيبة تستحق «حياة كريمة» .


لمزيد من مقالات حمدى رزق

رابط دائم: