ما يقارب «108» جامعات ومراكز بحثية، هى إجمالى عدد الجامعات المصرية حتى الآن، عبارة عن 27 جامعة حكومية،32 جامعة خاصة، 20 جامعة أهلية، 10 جامعات تكنولوجية، 9 جامعات أفرع لجامعات أجنبية، جامعة واحدة بقوانين خاصة، 6 جامعات باتفاقيات دولية، جامعتين باتفاقيات إطارية، وأخيرا 11 مركزا بحثيا تابعية لوزارة التعليم العالي.
تستوعب الجامعات ما يقارب الـ 3.5 مليون طالب جامعي، هؤلاء هم أمل و مستقبل مصر، هم خيرة أبنائها، لكل منهم طموحه وأحلامه التى تكاد تصل لعنان السماء لبعضهم، ولم لا، فنهضة الأمم لا تتحقق إلا بالعلم.
بحثت كثيرا عن إحصاء لعدد أساتذة الجامعات، ولكن لم أجد، نظرا لأن هناك عددا غير قليل يتوزع عمله بين عدد من الجامعات، وهو ما يبين صعوبة الإحصاء، عكس ما حدث مع الطلاب.
كل الأرقام السابقة مبهرة، وتطلق كل حوافز الأمل نحو الحصول على غد متميز، لكن صدمنى وآلمنى جدا، فيديو لأستاذ جامعي، صوره أحد طلابه له، وهو على منصة الشرح يتعامل مع طلابه بأسلوب غير لائق، ولا أستطيع كتابة ما تلفظ به، احتراما للقارئ.
وتساءلت عن كيفية التعامل مع هذا الوضع، فالأستاذ الجامعي، ليس شخصا عاديا، مثله مثل بقية الناس، ولكنه النموذج والقدوة التى ينبهر بها الطلاب، ويتأثرون بها، لاسيما أنها ليست الحالة الوحيدة فهناك حكايات، أعرض بعضها، حتى نلتمس الأفضل فنعمل عليه، أو نقوم السيئ.
جرت العادة أن يخضع طلاب الجامعة للامتحان للتقييم، وتظهر النتائج، فلو أراد طالبا أن يلتمس إعادة تصحيح مادته، لا يستطيع أن يشاهد ورقة إجابته لمعرفة أخطائه، كل ما سيحدث أنه سيقدم طلبا لمراجعة الإجابة، ثم يرد عليه آنفاً بنتيجة طلبه وبحسب علمى أغلب الطلبات لا يتم بعدها تعديل الدرجات.
السؤال، لماذا يٌحرم الطالب من مطالعة ورقة إجابته، ولماذا فى كل الأحوال لا يحصل عليها ليعى بشكل قاطع، كيف حصل على درجته وما هو مطلوب منه تعديله علميا لتلافى الخطأ. كل ما هو معروف أنه ممنوع طبقا للوائح تم وضعها.
وهنا أسأل أيهما أفضل للطالب، رؤية ورقة إجابته لمعرفة كيفية تقييمه، أم التعامل مع المسألة بشكل غيبى وتخيلي. ما هو الضرر الواقع على الجامعة لو أخذ كل طالب ورقة إجابته، ما هى ضرورات السرية فى هذا الموضوع.
وما الضير إذا رأى الطلاب أوراق إجابتهم، لتعم الشفافية بين الطلاب وأساتذتهم، وهذا هو الأصل، أليس الغرض هو تخريج طالب متميز؟
إذا كان الأمر كذلك، فعلينا التعامل مع الطالب بأنه هو محور العملية التعليمية، كل المنظومة تعمل من أجله فهو الهدف الذى من أجله توسعت الدولة فى إنشاء عشرات الجامعات بكل التخصصات والفروع العلمية، والأمل يقع عليه لتحقيق نقلة مجتمعية فريدة تستحقها مصر، صاحبة أقدم الحضارات على وجه الأرض.
روى لى أحد الطلاب أنه تأخر على محاضرته بضع دقائق، فما كان من الأستاذ إلا أن طرده من المحاضرة، بعد حوار غير مقبول من المحاضر، ولما أخبرت الطالب، بأن الأستاذ جاء فى موعده، رغم أى أعذار قد قدمها، رد على ردا مهما، أتمنى الالتفات إليه، أى عقاب منطقى دون الحرمان من الحضور قد يكون مقبولا، فهذه كانت أول محاضرة فى العام الدراسي، وكنت آمل حضورها، وقد اعتذرت عن التأخير، ولكنه صمم على طردي! والحقيقة لا أعرف كم طالب تم طرده من المحاضرات، وأنا هنا أشبه الأمر كما يطرد الأب ابنه من المنزل، ثم يلوم نفسه على حاله إذا ذهب لطريق سيئ!! وهل اللوائح الجامعية تنص على طرد الطالب فى حالة تأخره لأول مرة، فى أول محاضرة، ولم يكن الراوى بمفرده.
طالب آخر يروى لى طرفة، هكذا أراها، فهو فى كلية عملية، بعد انتهاء أحد الامتحانات الشهرية كما أتذكر، وجد نفسه لم يحصل على الدرجة المتوقعة، وبمناقشة معيد المادة، أخبره أن إجابته صحيحة، ولكن كتابة الإجابة باللغة الانجليزية كان خطأ، ولأن الطالب لغته الإنجليزية ممتازة بحكم حصوله على الثانوية الإنجليزية، أكد على المعيد صحة الكلمة، إلا أنه لم يوافق، وعندما علم أستاذ المادة، قال للطالب الكلمة صحيحة، ولكن لن أعدل الدرجة احتراما للمعيد! وهنا للطالب حق لم ولن يأخذه!
هل لوائح الـ 108 جامعات الواقعة على أرض مصر واحدة، الإجابة بالقطع لا.
رغم أن الـ 108 جامعات تخضع للرقابة المصرية، ولكن منهما من يذهب إليها طلابها وهم فى قمة السعادة والاشتياق، للقاء أساتذتهم، وهو على يقين بأنهم ينالون العلم بأفضل طرقه، وكذلك يعرفون حقوقهم وكذلك يلتزمون بواجباتهم. ومن يخالف يقع عليه العقاب المناسب.
أما فى جامعاتنا التى تأسست أكثرها فى بدايات القرن الماضي، وكانت السباقة فى العالم العربي، وكانت صاحبة الفضل على شعوب المنطقة، هل مازالت جاذبة لهم كما كانت سابقا؟ بعض التمحيص يفى بالإجابة!
اللوائح التى تعيق الطالب عن تفوقه غير مقبولة، فعلى سبيل المثال، إذا أراد طالب أن ينال درجة الماجستير، يجب أن يوقع على طلب أنه لا يدرس الماجستير فى أى تخصص علمى آخر، لأن ذلك يخالف اللوائح. ولا أعرف ما يضير اللوائح إذا حصل طالب علم على درجة الماجستير فى أكثر من تخصص علمى فى ذات الوقت. فهى مكلفة للغاية، وهو وصل لرشد يستطيع تمييز ما يفعل، ولو فشل فى أحدهم هو الخاسر. ولكنها اللوائح!! وهذا مثل من عدد غير قليل نكمله فى مقال مقبل.
[email protected]لمزيد من مقالات عماد رحيم رابط دائم: