يزداد كل يوم شعورى بالسوء والحزن كلما مررت أمام بقايا سور الإسكندرية القديم وأنا فى طريقى لعملى فى مبنى جريدة الأهرام بوسط المدينة.. فحالة الموقع الذى يحيط بالسور سيئة وتعانى الفوضى والقمامة وانتشار الحشائش بشكل فوضوى يؤذى المكان الأثرى .
وسور الإسكندرية القديم جزء عزيز من مدينتى الجميلة، وتعود فكرة إنشائه إلى عهد بطليموس الأول الذى قام ببناء سور حصين حول المدينة، وزاد في تحصينها الرومان خلال فترة حكمهم، وكان يُقدر طوله بين عشرة إلى خمسة عشر كيلو مترا، مبني من الأحجار الضخمة، ويتخلل هذا السور أبراج حصينة على مسافات متقاربة وأبواب كثيرة وقد أعيد إنشاء أجزاء منه فى العصر الإسلامى ثم فى عهد محمد علي.
وقد تهدمت أغلب أجزائه ولكن أجزاء منه مازالت باقية على شكل أبراج ومنها البرج الشرقي الذى يقع بالطرف الجنوبي الشرقي من ستاد المدينة، والبرج الغربي والسور الشرقي يقعان بالأطراف الغربية والشرقية من حدائق الشلالات، أما طابية النحاسين فتوجد بالطرف الغربي الأقصى من بقايا الأسوار وترجع لعصر محمد علي وهى موجودة بحديقة الشلالات أيضَا، وعُرفت فى عهد عباس حلمي الأول بطابية النحاسين حيث استخدمت لصناعة الأدوات النحاسية.
المؤسف أن أثراً بهذا التاريخ والأهمية لا يلقى أى اهتمام ..فالمنطقة المحيطة مليئة بالقمامة المتخلفة من زوار الحديقة والمارة والحشائش المرتفعة بشكل غير منتظم تلقى بظلال من اللامبالاة على المكان العتيق .. فهل ينتبه المسئولون ويقومون بتنظيف الموقع الآثرى وإزالة الحشائش وتنسيق الحديقة بشكل يليق بالأثر العظيم لكى يتم وضعه على الخريطة السياحية للمدينة ويتم الاستفادة منه أسوة بالبلاد الأخرى التى تهتم بأسوار مدنها مثل روما حتى إنها تجتذب ملايين السياح لالتقاط الصور التذكارية .
لمزيد من مقالات أمـل الجيـار رابط دائم: