مع تفاقم الأوضاع فى الشرق الأوسط وتوسيع جبهة الصراع على حدود لبنان والكيان الاسرائيلى المحتل تبدو قراءة كتاب المفكر د. سمير فرج فى منتهى الأهمية هذه الأيام، الكتاب صدر مؤخرا بعنوان (الإستراتيجية والأمن القومى وجهان لعملة واحدة) والذى أفرد قرابة 70 صفحة لدوائر الأمن القومى المصرى باعتبارها البوصلة الرئيسية لاتخاذ القرارات الاستراتيجية وتحديد السياسات المستقبلية، لقد حدد فرج ثلاث دوائر مهمة، الأولى ترتبط بالتحالفات الدولية الكبرى وهى البعيدة عن مصر، مؤكدا أنها ذات تأثير كبير وتتمثل فى أمريكا وروسيا والصين ودول حلف الناتو وغيرها، وتأتى من بعدها دوائر الأمن القريبة والاقليمية، وتضم مضايق باب المندب وهرمز وقناة السويس وغيرها من البلدان، وتعتبر دوائر الأمن الخطرة هى الأهم والتى تمثل خطرا مباشرا على البلاد مثلما تمثله إيران لإسرائيل من تهديد بعد محاولات ايران امتلاك السلاح النووى، وهو ما دفع اسرائيل، الى الاعلان بصراحة ان ايران تمثل تهديدا لأمن اسرائيل وترتب على ذلك ما تشهده هذه البقعة من تهديدات وصراعات وتفجيرات لا يعلم مداها الا الله. وفى تناوله تحدث د. سمير فرج عن دوائر الأمن القومى لمصر، والتى بدأها بما يعرف بالاتجاه السيناوى وهو الأخطر على مر التاريخ، باعتباره بوابة التهديدات، ومنه جاءت أولى الغزوات عندما هاجم الهكسوس مصر ودخلوها عبر سيناء وكذلك بعد الفتح الإسلامى وفى الحروب الصليبية وفى العدوان الثلاثى على مصر وكذلك فى حرب 1967 وحتى الوقت الراهن تظل هذه البوابة هى الأخطر، ويأتى بعد ذلك الاتجاه الغربى ويتمثل فى الحدود الليبية حتى الاتجاه الجنوبى مع السودان، وكذلك اتجاه الشمال حيث البحر المتوسط. وكل اتجاه له اعتبارات إستراتيجية وأمنية. الكتاب صدر فى توقيت مهم، حيث إننا فى مرحلة شديدة التعقيد بعد تطور الأحداث بين ايران وحزب الله.
لمزيد من مقالات أحمد فرغلى رابط دائم: