على الرغم من أن استطلاعات الرأى التى تلت المناظرة التى جمعت مرشحى الرئاسة الأمريكية كامالا هاريس ودونالد ترامب، رجحت كفة هاريس فإن الجولة لم تظهر فيها(الضربة القاضية)، ولم ينجح كلا المرشحين فى بيع أفكارهما بقدر نجاح كل منهما فى الإضرار بصورة الآخر.
ومن أهم ما اتفق عليه المراقبون حول أداء هاريس وترامب:
ـ هاريس تقمصت دور المهاجم المنضبط بلا مخالب،وساعدها فى ذلك ميل ترامب للهدوء وتجنب الهجوم الذى يظهره متنمرا وعنصريا أو أقل احتراما للمرأة.
ـ المناظرة افتقدت العفوية والمفاجآت، ولم تتضمن ما يمكن تسجيله تاريخيا من مواقف أو لفتات أو حتى آراء غير متوقعة.
ـ قليلا ما تؤثر المناظرات الرئاسية الأمريكية فى تغيير وجهة الشريحة الأكبر من الناخبين، والصراع الانتخابى يدور حول قرابة 300 ألف صوت يحسمون نتيجة الانتخابات.
ـ ليلة الانتخابات لن تكون هناك نتيجة حاسمة فى استطلاعات الرأى فى ظل التقارب بين شعبية المرشحين، وهذه الانتخابات ربما لن تحسمها الأصوات الشعبية، ولكن عبر المجمع الانتخابي، وهناك من يجزم بأن الحسم النهائى سيكون من خلال القضاء وستكون هناك طعون كثيرة !
ـ حديث المرشحين عن القضايا الدولية والشرق الأوسط على وجه الخصوص يشى بأن العقود المقبلة ستظل أمريكية القيادة، لكنها ستكون مرتبكة ومهتزة فى قدرتها وردعها.
ـ أمريكا (بايدن) وأمريكا (إذا فازت)هاريس،ستظل تواجه بالشرق الأوسط حلفاء لا يثقون بها وأعداء لا يخافون منها، أما ترامب فهو ليس خبيرا بالسياسة لكنه صاحب قرار. والحديث عن أن وصول هاريس للبيت الأبيض سيعد خبرا جيدا للشرق الأوسط، بينما عودة ترامب ستولد انفجارا بالمنطقة،هو حديث ينقصه النضج السياسى !
ويظل أهم ما قيل فى توصيف المناظرة، كلمة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس بأن كلا المرشحين من وجهة نظره(ضد الحياة)، كون ترامب يناهض الهجرة وفتح باب عمل للمهاجرين، بينما تدعم كامالا حق الإجهاض.ولهذا يوجه البابا إلى الناخبين الأمريكيين رسالة لاستفتاء ضمائرهم قبل توجههم إلى مراكز الاقتراع بأن يختاروا(أهون الشرين) أو أقل المرشحين شرا!
[email protected]لمزيد من مقالات شريف عابدين رابط دائم: