انتهى الفصل الأول من محاكمة «سفاح التجمع”، حيث أصدرت محكمة جنايات القاهرة فى التجمع الخامس الحكم بالإعدام شنقا على المتهم كريم سليم “القاتل المتسلسل”، المعروف إعلاميا بـ»سفاح التجمع”، لاتهامه بقتل 3 سيدات بطريقة وحشية مع سبق الإصرار والترصد، ومعاشرتهن جنسيا قبل وبعد الوفاة، والتقاط مقاطع فيديو لهن خلال المعاشرة، وإلقاء جثامينهن بطرق السويس والإسماعيلية و30 يونيو الصحراوية. وقد جاء الحكم بإجماع الآراء بعد ورود الرأى الشرعى لمفتى الجمهورية حول إعدامه. كما أوصت المحكمة برئاسة المستشار ياسر الأحمداوى، رئيس محكمة جنايات القاهرة، بمحو الأحراز الخاصة بالقضية، التى تتضمن «فلاشة» تحتوى على 300 فيديو مخل صورها سفاح التجمع لضحاياه.
القضاء يقتص من القاتل
صدر القرار بإعدام “سفاح التجمع” بعد 7 جلسات، ليقتص القضاء المصرى للعدالة والشرع والإنسانية، ويجعل هذا القاتل عبرة لكل من تسول له نفسه، ويقتل روحا حرم الله قتلها إلا بالحق، حيث اقتص القضاء المصرى لأهالى الضحايا الذين فقدوا بناتهن بعد أن استقطبهن القاتل، واستغل ضعفهن وحاجتهن للمال بمساعدة «حنان”، الشهيرة بـ»أم شهد”، شريكته فى جلب تلك الفتيات بعد إغرائهن، وكانت مثل الشيطان الذى يوسوس فى صدور الناس، فيُحسن إليهم الشر، ويريهم إياه فى صورة حسنة غير صورته .
تفوق على الشياطين
جاء حكم المحكمة بإعدام «سفاح التجمع” بعد ثلاثة أشهر كاملة و7 جلسات، إحداها سرية، حيث عرض خلالها فيديوهات جرائم المتهم بما حملته من بشاعة، ودارت خلالها مباراة قانونية بين دفاع المتهم الذى حاول الدفع بأنه مريض نفسيا لتبرئته، والنيابة التى وصفت المتهم بـ«الشيطان»، حيث قال ممثل النيابة فى مرافعته بالقضية أمام المحكمة: «أشرف بالمثول أمام المحكمة وأنا أحمل على عاتقى تمثيل النيابة العامة والمجتمع بأسره. هذا المجتمع يناشدكم وبحق أن تضربوا بيد من حديد على أولئك الضالين الآثمين الذين عاثوا فى الأرض فسادا. جئناكم بمتهم ارتكب الفظائع، وانتهك حرمات الله جميعها، وخالف قواعد الدين وخرق ناموس الكون. هذا المتهم ارتقى بوحشية لمرتبة الشياطين، بل تفوق عليهم بفكر إجرامى وعقل منغمس فى غياهب الشهوات، ونفس صار كل شيء أمامها مباحا، فلا رادع يردعها، فالمتهم ارتكب الموبقات جميعها، حيث قتل وزنى، وأذهب عقله بيديه إرضاءً لشهواته».
وأشار ممثل النيابة إلى المتهم قائلا: “هذا سفاح أثيم يتسلل انعكاس روحه الملتوية، تنبعث منه رائحة الموت، يتلوى فى الظلام كالثعبان، ويستمتع بتعذيب الأرواح وانتزاع الحياة بلا رحمة، فهو ليس بإنسان، بل وحش يتغذى على عذاب الآخرين، وكائن مشوه يمتلك وجها يعكس جليا الشر والفساد، وعيونا تشتعل بنيران الدمار والخراب، وجبينا يخيف الناظرين، وشفاها تتخذ من ابتسامتها طابع الرعب والموت”.
غرفة للتعذيب حاجبة للصوت
من هو «سفاح التجمع»؟ كريم سليم 37 عاما من محافظة الإسكندرية، نشأ وسط أسرة ثرية تحمل الجنسيتين المصرية والأمريكية، التى أُسقطت عنه، وكان يعمل مع والده فى التجارة داخل مصر وخارجها، وتم القبض عليه فى 24 مايو الماضي، وتمت إحالته إلى المحاكمة الجنائية بتهمة قتل 3 فتيات، والتخلص من جثامينهن، واتخذ من منزله، بعد تجهيز غرفة حاجبة للصوت، فى التجمع الخامس مقرا لاستقطاب ضحاياه، لتعذيبهن والاعتداء عليهن جنسيا، ثم قتلهن. وخلال الجلسات، اعترفت شريكته «أم شهد» بعلاقتها بالمتهم، وأنها كانت ترسل له فتيات الليل مقابل مبالغ مالية كبيرة، ولكنها ليست على علم بأنه يقتلهن، حيث كان يقتصر دورها فقط على استقطاب الفتيات.
وبعد أن استمعت النيابة لأقوالها، وإجراء التحريات التى أثبتت أن «أم شهد» لم تكن على علم أن السفاح يقتل الفتيات، وجهت النيابة لها تهمة تسهيل وترويج أعمال منافية للآداب والاتجار بالبشر، وأصدرت المحكمة فى 9 سبتمبر الماضى حكمها على المتهمة «أم شهد» بالسجن المشدد 10 سنوات وغرامة 200 ألف جنيه، وسط صراخها وانهيارها .
القصاص العادل من القاتل
والدة المتهم وكلت محاميا جديدا للدفاع عن نجلها، الذى طلب رد المحكمة، وللمرة الثانية يتم عرض الأحراز على المتهم بحضور دفاعه الجديد فى جلسة سرية داخل غرفة مغلقة، لمشاهدة الفيديوهات، بعدها خرج دفاع المتهم ليشير إلى أن المتهم ليس فى كامل قواه العقلية، وطلب من هيئة المحكمة عرضه على الطب النفسى والشرعى، وانتداب خبير حركات، للتأكد من قواه العقلية، وعلق على ما شاهده بقوله إن هذه الجرائم، وبهذه الطريقة الوحشية، لا يمكن أن يقوم بها شخص عاقل، وأكد أن المتهم مدمن، ويتعاطى كميات كبيرة من المخدرات، مما أثر على قواه العقلية والنفسية ليرتكب جرائمه، وأنه يعانى انفصاما فى الشخصية، بينما جاء رد المحكمة بالرفض لتلك الطلبات.
وبعد الانتهاء من كل فصول القضية، وداخل غرفة المداولة، بدأت هيئة المحكمة فى مناقشة سطور القضية، لتصدر حكمها بإعدام المتهم، ليشهد الجميع على عدالة القضاء المصرى، والقصاص العادل من القاتل، وينتهى الفصل الأول من محاكمة “سفاح التجمع”، ليبدأ فصل جديد أمام محكمة الاستئناف.
رابط دائم: