رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

صلاح فى الأهلى؟

لا أحد يعرف ماذا فى عقل «مو» صلاح.

ليفربول، صفحة وقاربت على الانتهاء، وموسمه الحالى هو الأخير فى أنفيلد.

هذا ما صرح به بوضوح بعد مباراة المان يونايتد.

قالها بحسم، وللمرة الأولى، ولم يقل أكثر من ذلك.

حقيقة لم أكن أتمنى أن يعلن صلاح ذلك الآن، فى بداية الموسم، حتى لا تتراجع معنويات زملائه، مثلما حدث معهم فى الموسم الماضى، عندما أعلن كلوب رحيله عن الفريق مبكرا.

ولكن ليست هذه هى القضية.

السؤال هو: كيف يفكر ابن «نجريج»؟

وماذا فى ذهنه؟

وما هى أبرز الخيارات المتاحة أمامه؟

الاعتزال الآن؟

مستبعد تماما.

صلاح الآن عمره 32 عاما، ولكنه يحافظ على لياقته البدنية والجسمانية بصورة مذهلة، لدرجة أنهم عندما سألوا زملاءه فى «الليفر» عن أقوى اللاعبين بدنيا فى الفريق، أجابوا بلا تردد «مو صلاح»، كما أن سرعته الفائقة التى بدا عليها فى مباريات فريقه الأخيرة، وقدرته على إكمال التسعين دقيقة بالمستوى نفسه، وشراسته أمام المرمى، ولياقته الذهنية أيضا، و«أسيستاته» العبقرية، أو صناعته للأهداف، كل هذه أمور تؤكد أن صلاح فى طريقه لتكرار مشوار كريستيانو رونالدو الذى قارب الأربعين، والظاهرة البرازيلية رونالدو الذى ظل يلعب الكرة، حتى شاب وظهر له «كرش»، أو مواطنه روماريو الذى عاد للملاعب فى سن 58 عاما!

ولا ننسى أن صلاح أيضا نجح سريعا فى تغيير الـJob Description الخاص به، فلم يعد ذلك الجناح التقليدى السريع، بل بات رأس حربة وصانع لعب، و«كوتش» أيضا داخل الملعب.

إذن صلاح سيترك ليفربول، ولكن لن يعتزل، فأين يذهب؟

الانتقال إلى ناد إنجليزى آخر بعد الليفر؟ مستبعد.

فصلاح لن يقبل أن ينزل درجة واحدة فى سلم المجد، ولن يفكر فى اللعب لغير الحمر فى إنجلترا، لأنه صار أيقونة حقيقية فى ملعب أنفيلد العريق، ومن الصعب أن نراه بقميص السيتى أو توتنهام أو الأرسنال.

الانتقال إلى ناد أوروبى آخر؟ ممكن، بشرط أن يكون اسم النادى أكبر وأعرق وأكثر جماهيرية من ليفربول، وهو ما لا ينطبق الآن إلا على ثلاثة أندية أوروبية فقط: ريال مدريد وبرشلونة فى إسبانيا، وبايرن ميونيخ فى ألمانيا، وأندية إيطاليا مستبعدة لأنه خاض تجربتها فى روما وفيورنتينا.

هذه الأندية الثلاثة هى التى يحلم أى لاعب كرة فى العالم أن يرتدى قميصها، مهما تألق فى أى ناد آخر، كما أن هذا الثلاثى هو الوحيد الذى يمكن أن يتحمل «سعر» صلاح.

وهناك باريس سان جيرمان، وإن كنت أستبعده، بعد أن رحل معظم نجومه، فضلا عن أن الـ«ليج» الفرنسى ليس طموح صلاح، وحتى مصطفى محمد ومحمد عبدالمنعم الموجودين الآن فى نانت ونيس، سينتقلان - على الأرجح - إلى دورى آخر بعد الموسم الحالى.

صلاح أيضا كان موضع حديث منذ الموسم الماضى عن احتمال انتقاله إلى دورى عربى كبير، ولكن من يعرف صلاح جيدا يوقن بأن هذا ليس فى تفكيره الآن، والأمر بالنسبة له مختلف عن حالة «النني»، لأن الفكر مختلف، والظروف مختلفة.

أما العودة إلى مصر، فشبه مستحيلة، لأسباب كثيرة، حتى وإن كان الأمر يتعلق باللعب للأهلى «ذات نفسه»، صاحب المنظومة الاحترافية العالمية، لأن صلاح أكثر من يدرك الفارق بين أوروبا وأى مكان آخر فى العالم، فضلا عن أن ارتفاع راتبه مشكلة أخرى، ومستواه الحالى يؤكد أنه لن يقبل بتخفيضه كما يحدث مع اللاعبين الكبار فى أواخر مشوارهم، فراتبه الآن هو الأعلى مع «الحمر»، ويبلغ 350 ألف استرلينى فى الأسبوع!

هل صلاح يساوم ليفربول من أجل التجديد، كما حدث مع فان دايك مثلا؟

ربما، ولكن ليست هذه شخصية صلاح.

إذن، ماذا سيحدث؟

حديث صلاح بعد مباراة اليونايتد بهذه الصورة القاطعة يؤكد أنه اتخذ قرارا بالفعل، أو أن فى جعبته عرضا واضحا، لن يصبح رسميا إلا بعد أن يصبح حرا فى نهاية الموسم.

ولا يعرف ما فى عقل «ابننا» سوى أسرته الصغيرة، ووكيل أعماله «الداهية» رامى عباس.


لمزيد من مقالات هانى عسل

رابط دائم: