رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

العاصمة الإدارية بعيون أمريكية

لافت تقرير مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وفق صور وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، وصفته المجلة بالمشروع الضخم الذى من شأنه أن يعيد تشكيل مستقبل مصر.. التقرير المصور من الفضاء، بمثابة رد اعتبار عالمى لهذا المشروع الوطنى الكبير، ويضع المشروع فى موضعه الصحيح كلبنة مؤسسة لمشروع الجمهورية الجديدة. لافت سياسيا، صدور مثل هذا التقرير عن مجلة أمريكية عرفت بمواقفها الناقدة للحكومة المصرية منذ 2013 حتى الآن، مثل هذا التقرير لو صدر مثله من القاهرة لاستهدفته المنصات الإلكترونية المعادية بالبخس والتقزيم والتشكيك، كعادتها فى إجهاض المشروعات القومية ضمن مخططها لتخريب الوعى الوطنى بمقدرات الدولة المصرية.تقرير نيوزويك شهادة للمشروع كإضافة عظيمة للأصول الوطنية، مضاعفة الأصول الوطنية هدفا، الأصول الوطنية ظلت على حالها عقودا خلت، وشهادة للحكومات المصرية فى عشر سنوات مضت، بحسن مخططها للمشروعات القومية ذات القيمة المضافة أضافت أصولا غالية لمجمع الأصول المصرية الموروثة، إضافة معتبرة إلى الاقتصاد الوطني. تقرير نيوزويك يستأهل التوقف والتبين، توقفا، ما الذى لفت المجلة الرصينة إلى العاصمة الإدارية الآن.. ولماذا ترقب عن كثب التطور الحادث والتمدد الجارى، وتقدره بالنسب العالمية لحجم الإنجاز الذى يشبه الإعجاز.. ولماذا الآن، ولماذا توقفت عند هذا المشروع العملاق دون غيره من المشروعات الواعدة فى بر مصر، واستشرافها لمستقبل المشروع وتوصيفها العميق، يعيد تشكيل مستقبل مصر، العبارة تلخص هدف المشروع النهائى، ولم تفتها التفاصيل.توقفا أمام تقرير أمريكى منصف ينصف مشروع وجّهت إليه سهام النقد من كل حدب وصوب، ولا يزال هدفا لحملات التشكيك فى الجدوى الاقتصادية، بلغت حد حملات الكراهية للمشروع، وحملته منصات الكذب عبء الأزمة الاقتصادية التى يمر بها الاقتصاد الوطنى، وعانى المشروع الكبير، حملة تشكيك طالت كل بناياته، ورسمته فى عيون البسطاء مشروعا غير ذى جدوى. وتبينا لمغزى حملة الكراهية التى تتقفى المشروع الكبير، وكيف عنونته الحملة باعتباره يخص علية القوم، ولا محل فيه للعامة، وكما صوروا "العلمين" باعتبارها عاصمة الساحل الشرير، رسموا العاصمة الإدارية باعتبارها عاصمة رجال الحكم، أما البسطاء فلهم القاهرة القديمة بكل ما تعانيه من أمراض شيخوخة المدن.. تخيل حلم العاصمة الجديدة الذى حلمت به أجيال، منذ مدينة السادات. إذا ما تجسدت إرادة سياسية بناء على الأرض، وصار محط الأنظار، تتكالب المعاول لهدمه. ومن المصريين من يبدون إعجابهم بمدن الغرب والشرق الجديدة، ويتغزلون فى أبراجها المديدة، ويتحسرون على مدننا المزدحمة الخانقة ، فإذا ما تقرر الخروج إلى براح الصحراء، يتولون يوم الزحف نحو زيادة المعمور، والخروج من الوادى الضيق. كان الحلم تعمير الصحراء، و الصحراء تخضر، كانت كلمات الأغانى معبرة عن الأحلام الخضراء، فإذا ما شرعنا فى الخروج وفق معمار عالمى يجتذب الاستثمار والسياحة، انقلبوا على أعقابهم وأداروا ظهورهم، واستعادوا حديث الحجر والبشر. كانت صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء، صارت مدينة ذات أحياء، وتجتذب المليارات وتسدد ضرائب بالمليارات، ما نسميه تسمين الفرخة، الفراخ تربى لتبيض ذهبا ، الدجاجة الذهبية فى كتاب القراءة الرشيدة، توليد الفرص الاستثمارية يحتاج إلى عقليات ليست بيروقراطية.ليتهم يصيخون السمع لبرامج مرشحى الرئاسة الأمريكية وهم يعدون بمنجزات فى البنية الأساسية، وحديث استثمارات البنية الأساسية رائج أمريكيا، ويعجب من فى قلبه هوى أمريكانى، ولكنه حديث منكور ومستنكر فى الحالة الوطنية، عجيب أمرهم تعجبهم أبراج دول فى المنطقة ويشيرون صورا فى المناسبات إعجابا، ويتولون عن برج العاصمة الإدارية الأيقونى، يناولونه بما فى نفوسهم من حقد طبقى. يتغزلون فى بنايات عواصم فى الجوار ، ويرمون بنايات العاصمة الإدارية بكل نقيصة.. ما هكذا تورد الإبل، وما هكذا تقيم الفائدة الوطنية المضافة من مشروع العاصمة الإدارية.. يعيد تشكيل مستقبل مصر.. بحسب مجلة «نيوزويك» الأمريكية.


لمزيد من مقالات حمدى رزق

رابط دائم: