رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

بكل صراحة
السحر شماعة المحبطين

استشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة غريبة غلبت على أركان المجتمع المصرى وربوعه من حالة عدم الرضا وغياب التفاؤل والوقوف العادل على تقييم الذات وفحصها، ولعل إقدام الشخص عندما يتعرض للفشل والإخفاق على إيجاد مبررات لهذا السقوط، وذهب البعض منهم بعيدا إلى اعتبار ما يجرى له بسبب تعرضه للسحر فى محاولة غير عادلة منه فى البحث عن شماعة يعلق عليها فشله وإخفاقه، ولسان حاله يقول إنه جيد، لكن الظروف غير عادلة ولعله يصف ما يحدث له بأنه مسحور أو معيون.. وإذا لم يجد مبرراً مقنعاً له يتحول الى إلقاء مشاكله على الغيبيات مثل الحسد او الجن وغيرهما ما يجعله يصدق تماماً أنه مسحور أو معيون وإن كان فى الواقع هو غير موفق فى حياته لكن كبرياءه وعظمته تحول دون الإفصاح عن حقيقة أمره وشخصيته.. فالأمر لا يعدو كونه شماعة ليس إلا لتعليق فشله عليها حيث يعلق عليها بعض المحبطين فى الحياة إحباطهم حتى أصبح هو السبب الوحيد فى كل فشل وإحباط، وجميع المشاكل بسببهم ولم يصبح للإنسان أى دور فى حياته ولم يعد يمكن لومه على شىء.. أتعجب من مجتمع غاب عنه التفاؤل وأصبح ليس لديه قوة وعزيمة وبات يعلق فشله على شماعة السحر, وليس الأمر بعجيب عندما نشاهد أصحاب المليارات حول العالم عندما يسقطون فى قضية ما أو أزمة اقتصادية يتبادر الى أذهانهم على الفور أنهم مصابون بعين أو حسد فيلصقون ما يحدث لهم بالحسد وكأن الأمر بات شيئا طبيعيا لأى شخص يصاب بالفشل او الأزمات وكأنها باتت شماعة تمثل لهم طوق النجاة لحمايتهم من عيون المجتمع.


لمزيد من مقالات سامى خيرالله

رابط دائم: