من حقك أن تتناول طعامك على سفرة أو طبلية أو على الأرض، فهذه حرية شخصية ولكن المهم هو ماذا تأكل ومدى جودة ونكهة هذا الطعام، هذا مثال بسيط على صراع يحدث الآن ودعوات وصرخات لأن تكون غالبية وسائل الإعلام على «السوشيال ميديا» مع استخدام الذكاء الاصطناعى فى صناعة المحتوى، وترك الوسائل التقليدية القديمة فى تقديم مواد الإعلام المختلفة، ونسى هؤلاء أن الاهتمام الأول والأخير هو المحتوى ومضمون الرسالة الإعلامية، ثم يأتى بعد ذلك كيفية نشرها وإذاعتها.
كثير من الشباب ومنهم طلبة كليات الإعلام يجيدون التعامل مع المنصات الحديثة والذكاء الاصطناعى، ولكن للأسف لا يعرفون مبادئ اللغة العربية وكيفية تركيب الجملة أو كتابة خبر أو مقال، والأغلبية يعتمدون على منصات التواصل الاجتماعى فى توصيل رسائل ومحتوى لم يتعبوا فى كتابته أو صياغته بأسلوبهم الخاص، بل القيام بعمل «شير» أونسخ محتوى شخص آخر ووضعه على صفحاتهم الخاصة مع شعور عظيم بأنهم من صنع هذا المحتوى والذى قد يكون كاذبا أو مغرضا أو ضد مبادئ المجتمع.
سهولة الحصول على محتوى من خلال هذه المنصات أصبحت عادة لدى الشباب مما تسبب فى انتشار ظاهرة الغش فى الامتحانات، فالشاب لم يعتد على المذاكرة أو تشغيل دماغه فى البحث والتفكير، إنما يعتمد على الغير فى الحصول على المعلومة، فيسعى بوسائل غير مشروعة للحصول على إجابات الامتحانات دون مذاكرة أو تعب كما يفعل تماما مع منصات التواصل الاجتماعي. ابحثوا عن مفكرين وأدباء وعباقرة فى زمننا هذا ستجدون أغلبهم داخل مفرمة «السوشيال ميديا».
لمزيد من مقالات د. عادل صبرى رابط دائم: